‫الرئيسية‬ منوعات فلاش باك بعيدا عن الجائحة.. هنا آسفي حاضرة المحيط
فلاش باك - 12 أبريل 2020

بعيدا عن الجائحة.. هنا آسفي حاضرة المحيط

 

بقلم عبد الله النملي

المدن كالبشر، يمكن أن تقع في هواها من أول لحظة.. من أول نظرة.. فهناك مدن تحبها، وأخرى تنفر منها، وثالثة تلبسك بمجرد أن تطأ قدماك ترابها حتى تنقلب حياتك رأسا على عقب، وكأنما خُلقت حينها.

آسفي، حاضرة المحيط، مسقط رأسي، تلك العروس البيضاء المستلقية على ضفاف المحيط الأطلسي، مازالت تستحم في هدوء تحت أشعة الشمس الذهبية، ليست بقعة جغرافية محدودة بمحيط معين، بل هي التاريخ والحضارة والجمال، أقدم مدن المغرب المأهولة.

هي واحدة من تلك المدن التي تسكن التاريخ البشري، بل هي حكاية أسطورية تتردد تفاصيلها الساحرة في زوايا الحضارة الإنسانية.

آسفي، تاريخ عريق، وصفحة رائعة من الحضارات والشعوب والديانات التي تعاقبت على هذه الأرض التي تعشق التنوع وتحتضن التعدد. هي بلا شك، أيقونة التسامح وعنوان الانفتاح.

فكل من يزور آسفي يَعز عليه فراقها، وكل من عرفها تعلق بها، إنها المدينة الباذخة في الفرح والقَرح، تُعطي وتجزل في العطاء، ولا تنتظر مقابلا لقاء ذلك.

آسفي، مدينة لا يخضع لجمالها كل من رآها فقط، بل يُتَيّم بها حتى من سمع عنها ووصله صيت أخبارها.
هي مدينة تُغريك بزيارة تالية، تشعرك أنك ولدت فيها، وجرّبت في حواريها بداية عشق الأشياء، لن تجفو عليك مهما ابتعدت، وستظل موئلك الأخير عند كل خيبة، وفي ساعة تيهك تتوجه إليها دونما تردد، ليغشى الاطمئنان قلبك.

آسفي هي المدينة التي مهما غادرتها لا تغادرك، وعندما تسافر بعيدا عنها، تفتش جيوبك وحقيبتك في محطات الرحيل كأنما نسيت شيئاً ما، وعندما تجد أشياءك مكتملة، تفهم أن جزءا من الذاكرة قد استقر هنا بلا رجعة.

وملح الختام ، يظل المسفيوي القح مشدودا إلى مدينته، وقد يصعب عليه أحيانا مغادرتها، وإذا غادرها يحن إليها مرة أخرى، وإذا طال به الزمان ولم يعد إليها فإنه يستنشق عبقا يذكره بها، وكأنه رباط خفي يربطه بمدينته أينما حل وارتحل يفوق الوصف ويتجاوز المشاعر العادية.

تعليق واحد

‫التعليقات مغلقة.‬

‫شاهد أيضًا‬

إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول

تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…