‫الرئيسية‬ أخبار بعد مسار فني حافل.. الملحن بن عبد السلام يترجل عن صهوة الحياة
أخبار - ‫‫‫‏‫9 ساعات مضت‬

بعد مسار فني حافل.. الملحن بن عبد السلام يترجل عن صهوة الحياة

الجديد نيوز: إعداد أسامة بيطار

رحل الفنان المغربي الملحن الرائد والمجدد ذ. محمد بن عبد السلام، اليوم الخميس، عن عمر ناهز 94سنة 1932. وهو صاحب رائعة ’’ انا من انا يا ترى في الوجود ’’. رحم الله الفقيد واكرم نزله في اعلى العليين وانا لله وانا اليه راجعون.

وفيما يلي نبدة عن حياته الفنية مقتبسة من كتاب “للإذاعة المغربية.. أعلام”، وكتاب “للتلفزة المغربية.. أعلام” – محمد الغيداني.

ولد الفنان محمد بنعبد السلام بمدينة سلا سنة 1932، ولج ميدان الموسيقى والغناء وهو ما يزال طفلا في الميتم البيضاوي سنة 1940، حيث كان من ضمن أفراد الجوق، الذي أسسه معلم الأجيال الأستاذ أحمد زنيبر، الذي كان عازفا ماهرا على آلة الكمان وكان الجوق يضم العديد من الفنانين، الذين تألقوا في ما بعد، أمثال عازف العود وصاحب المعزوفات المتميزة عمرو الطنطاوي، وعازف القانون صالح الشرقي، وعازف الكمان المتمرس محمد سمريس، وغيرهم من المطربين والمنشدين وحفظة طرب الآلة والأغاني الشرقية. في هذا الفضاء الموسيقي الجميل ترعرع بنعبد السلام، وتعلم العزف على آلتي العود والكمان والعديد من الآلات الموسيقية.

بعد مرحلة التكوين عاد بنعبد السلام إلى مدينة سلا، حيث أسس جوق ”الاتحاد السلاوي”، الذي قدم من خلاله حفلات عديدة في مختلف المدن المغربية في عهد الحماية الفرنسية. وكانت أول أغنية لحنها تحمل عنوان ”يا لخاطف عقلي”سنة 1952 من كلمات الفنان محمد حسن الجندي، كما سجل أول معزوفة سنة 1952 سماها ” بوادر”.

بعد حل الجوق، التحق بنعبد السلام بالجوق العصري لدار الإذاعة بالرباط سنة 1952، وظل يشتغل فيه إلى حدود سنة 1954، وهي السنة التي ترأس فيها الراحل أحمد البيضاوي هذا الجوق، الذي كان يضم عدة أسماء وازنة في العزف والأداء، من بينها الأساتذة أحمد الشجعي، والمعطي البيضاوي، وعبد النبي الجراري، والمعطي بلقاسم، وعبد الرحيم السقاط، وعبد القادر الراشدي، والأخوان محمد وعباس سميرس. وبعد مسيرة فنية موفقة حصلت خلافات بين الإدارة ورئيس الجوق أثرت سلبا على عطاء ونظام الجوق العصري.

فسعى خليفة مدير الإذاعة آنذاك إلى تكوين جوق مواز للجوق العصري أطلق عليه اسم ”جوق المتنوعات”، وأسندت رئاسته للفنان محمد بن عبد السلام، تحت إشراف إدارة الإذاعة، مما خلق جوا من التوتر والمنافسة بين الجوقين، وظل الأمر كذلك إلى أن عين الدكتور المهدي المنجرة مديرا لدار الإذاعة سنة 1959، حيث عمل على إدماج الجوقين في جوق واحد أطلق عليه اسم ”الجوق الوطني”، وانتدب لرئاسته الأستاذ أحمد البيضاوي، وبعد فترة حدث نزاع جديد نتج عنه ابتعاد بعض الأفراد عنه، وفي مقدمتهم محمد بنعبد السلام، الذي عين رئيسا لجوق مدينة ”مكناس” الذي أنتج معه أجمل الأغاني والمنوعات، والمحاورات، أثناء قيادته له.

كما اكتشف معه العديد من الأصوات في مقدمتها الفنانة بهيجة إدريس وأختها أمينة إدريس، ومحمد الإدريسي، ومحمد واكواكو والفنانة لطيفة الجوهري وغيرهم، بالإضافة إلى تلحينه للعديد من الأغاني الناجحة مثل أغنية ”الظروف” لعبد الهادي بلخياط، التي أثارت الكثير من الجدل في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك رائعة ”السنارة”، كما ساند عبد الوهاب الدكالي، الذي لم يقتنع الراحل أحمد البيضاوي بمواهبه آنذاك، في بداياته الفنية، بالعديد من الروائع منها ”يا لغادي فالطوموبيل” التي كتب كلماتها حمادي التونسي سنة 1958 و”مول الخال”، التي كتبها عبد الأحد إبراهيم سنة 1959، و”أنا مخاصمك”، و”سيد القاضي”رفقة بهيجة إدريس، وأغنية ”بلا عداوة ما تكون محبة ”.

كما ساهم في شهرة إسماعيل أحمد من خلال تلحينه رائعة ”سولت عليك العود والناي”. ولحن كذلك للفنانة نعيمة سميح أغنية ”البحارة”سنة 1973، ولمحمد الإدريسي، ولغيثة بنعبد السلام، وللمعطي بلقاسم، ومطربين ومطربات غير مغاربة تتصدرهم الفنانة الكبيرة ”علية ” بأغنية ”أنا من أنا” للشاعر اللبناني إليا أبو ماضي، كما لحن العديد من القطع الوطنية والدينية والعاطفية والقومية مثل ” المجد العربي” بمناسبة الانتصار في حرب أكتوبر سنة 1973، سجلت في مصر بمشاركة كبار الفنانين، هاني شاكر، ومحمد رشدي، وغيثة بنعبد السلام، والمجموعة الصوتية المصرية، و”القنطرة” غناء محمد فويتح، ومحمد المزكلدي وأحمد البورزكي، وقصيدة ”صوت الأحرار”شعر الزعيم علال الفاسي، ومحاورة ”الرباطي والسلاوي”.

تميز الفنان محمد بن عبد السلام بالصراحة عند إبداء آرائه، إذ لم يكن يخاف لومة لائم، ومن ضمن طرائفه أنه سمع مرة بأن الراحل أحمد البيضاوي، أقدم على تلحين أغنية زجلية للفنانة عتيقة عمار، ونظرا لتخوفه من التجربة أراد أن يأخذ رأي بعض الرواد ومن ضمنهم محمد بنعبد السلام، لكن بواسطة شخص آخر، فلما سمع محمد بن عبد السلام اللحن قال للوسيط قل لصاحبك ”خلي الشعبي لمواليه”، أي اترك اللحن الشعبي لأصحابه، واهتم بتلحين القصائد فقط فأنت لها.

على مدى أزيد من نصف قرن من العطاء المستمر استطاع الفنان المقتدر، والمبدع المجدد محمد بن عبد السلام أن يترك بصماته الفنية على الأغنية المغربية، التي منحها كل ما اكتسبه من خبرة ميدانية، من خلال معاشرته لأمهر العازفين والملحنين والزجالين، كما منحه تعلقه باللهجة المغربية ومختلف الأهازيج المغربية، لقب سيد الأغنية المغربية الزجلية دون منازع،
.وستبقى إبداعاته الفنية الفريدة التي أغنت الفن المغربي الأصيل، شاهدة على عبقريته ووطنيته ومغربيته.

التعليقات على بعد مسار فني حافل.. الملحن بن عبد السلام يترجل عن صهوة الحياة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

“ريان إير” تطلق خطا جويا جديدا يربط مدريد بالداخلة

أطلقت شركة الطيران الإيرلندية “ريان إير”، الأربعاء، خطا جويا جديدا يربط بين مدريد والداخلة…