كوكاس يكتب عن: درجة الصفر في السياسة
الجديد نيوز: بقلم عبد العزيز كوكاس
استقبال قيس سعيد لزعيم جبهة بوليساريو تحت أي مسمى كان، يعبر عن الحضيض الذي أوصل إليه الرئيس التونسي تونس الخضراء الخارجة من جراح “ثورة الياسمين” التي وعدت بالكثير من الربيع العربي، ولو أن من اغتال الديمقراطية في بلاده وقتل مؤسساتها لا يمكن الرهان عليه في أي التزام أخلاقي تفرضه قواعد السياسة الدولية قبل علاقات الصداقة والجوار، لذلك فإن إذلال رئيس تونس باستقباله رجل يفتقر لكل مقومات تمثيلية دولة في طائرة جزائرية، يدل على حجم ودرجة إفلاس النظام العام العربي.
ما الربح الصافي الذي سيتبقى لتونس بعد نهاية قمة تيكاد..8؟
بل ما المقابل الذي حصل عليه قيس سعيد مقابل بيع تونس في مزاد رخيص للجزائر وبتواطئ محتمل من فرنسا..؟
إذ لا يمكن بأي حال تصور أن استقبال الرئيس التونسي لزعيم الجبهة الانفصالية سيستفيد والشعب التونسي من جبهة لا أرض لها ولا حدود معها ولا خيرات لها..
لتفهم السياسة دوما ابحث عن الشرايين التي يجري فيها المال، فكم قبض الرئيس الذي سرق ثورة تونس وها هو يسرق ثرواتها المادية والرمزية بعد أن وصل النظام إلى حالة من الإفلاس السياسي والاقتصادي والاجتماعي..؟
لكن هل ما قبضه، وهو الذي يعتبر مجرد واجهة للرئيس الدكتاتوري القادم إلى حكم تونس فيما يستقبل من الزمان، قادر على تعويض ما ستخسره تونس من خلال قرار سعيد ومعها المنطقة المغاربية كلها..؟ خاصة بعد الخطاب الملكي الذي أكد أن المغرب يرى إلى العالم من خلال قضية الصحراء لفرز الشركاء والأصدقاء من الأعداء.
حين زرت تونس لمست ما يروجه نظام قيس سعيد في الإعلام وفي الصالونات الخاصة حول كون المغرب “سرق” سياح تونس و”الاستثمارات” التي كان من المفترض أن ترسو في بلاد الياسمين..
مزاعم فيها الكثير من البهتان، ومع الخرجات المتفرقة هنا وهناك، بدءا من دعوة الغنوشي لإقامة اتحاد مغاربي بدون المغرب، فهمت أن شيئا ما يعتمل في الدولة العميقة بتونس العزيزة، لكن للأسف تم ذلك بعقلية السذج إذ لم يكن يتصور أحد أبدا أن يحدث كل هذا الانعطاف لتونس في ملف بدأ يشهد تحولات كبرى لصالح الطرح المغربي، ولن تستفيد تونس كشعب وأمة من هذا الخرف السياسي لقيس سعيد الذي أساء إلى تونس قبل أن يسيء إلى المغرب.
ذلك أن الصحراء ليست – بأي حال من الأحوال- قضية التونسيين لكنها قضية وجود بالنسبة للمغاربة.. سيزول الغاز والدعم المالي الجزائري الموعود في بلد يحكمه جنرالات مزاجيون، وسيبقى التجاري وفا بنك ومصالح الاقتصاد التونسي في إفريقيا، وإذا استخدم المغرب هذه الورقة لوحدها قد يخنق الاقتصاد التونسي بالشكل الذي لا يتوقعه قيس سعيد الطارئ على السياسة، الذي قد يستدعيه المختصون لسرير التحليل النفسي لفهم سلوكات هذا الدكتاتور الصغير.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…