سلطات الحي الحسني تقف عاجزة عن الفوضى المستشرية والاحتلال الفاحش للملك العمومي بسوق “دالاس”
الجديد نيوز: أسامة الخال
“حكروا علينا غير حنا”، بهذه العبارة التي تنطق بالألم تحدث أحد تجار الملابس البالية بسوق دالاس، الذي يعتبر من النقط السوداء التي تستوطن الحي الحسني، والنموذج الواضح والفاضح لاستغلال الملك العمومي من أجل جني ملايين السنتيمات، التي تعج بالفوضى، حتى صار هذا السوق العشوائي مثالا صارخا لما يوصف بسوق “دراعو”، الذي يبسط فيه عينة من المنتخبين/التجار سطوتهم، مجسدين الفوضى الحقيقية التي يعجز مسؤولو السلطة وأعوانها عن الحد أو الاقتراب منها.
وقد جاء تصريح بائع الملابس البالية، بعد أن عصفت جرافة السلطة ب “طابلته” التي كان يعرض عليها سلعته، على مقربة من المراحيض، حيث اختارت الحملة أن تهدم هذا المكان، في الوقت الذي تم فيه التغاضي على العشرات من الدكاكين التي شيدت في بادئ الأمر بالقصدير قبل أن تتحول، في غفلة من السلطة حينا، وبتواطئ منها أحيانا كثيرة، إلى دكاكين مشيدة بالآجور والإسمنت، حيث سطت العديد من المحلات على فضاء كان فارغا يقع بالجهة المقابلة لإقامة أم الربيع، وهي الدكاكين التي قالت مصادر من التجار إنها شيدت عشوائيا، وتم الاستيلاء فيها على فضاء كان في الأصل ساحة تقع أمام بعض المحلات التي تبيع المتلاشيات وقطع من أجزاء السيارات المتهالكة.
وفي سياق شرح أحد الفاعلين الجمعويين، من أنصار البيئة للفوضى التي يتسبب فيها سوق(دالاس)، أكد أن مسؤولي السلطات المحلية المتعاقبين على الملحقات الإدارية سواء الملحقة الإدارية الحي الحسني التي كان خاضعا لها السوق المذكور، أو ملحقة الدرب الجديد التي غدا السوق تابعا لها منذ إحداثها، “تتحمل المسؤولية المباشرة إزاء ما عرفه ويعرفه السوق من خروقات وسطو على الملك العمومي المحيط به، لإلحاقه بالسوق وتشييد دكاكين عليه”.
وأضاف المصدر ذاته أن “لائحة بالمحلات الأصلية وعددها الحقيقي توجد لدى السلطات المحلية منذ سنوات، كما أن نسخا منها توجد لدى مصالح المقاطعة الحضرية وعمالة مقاطعة الحي الحسني”، وأن “العشرات من الدكاكين مشيدة عشوائيا”، حيث استغرب مصدرنا عدم إقدام جرافة السلطات على هدمها، رغم أنها أبدت حماسا منقطع النظير في هدم واقيات شمسية لمحلات مرخصة في عدد من أحياء الحي الحسني وليساسفة والألفة، كما أنها هدمت طاولات محلات لبيع الدجاج وساحات لرياض أطفال كانت تحميهم من الحر والأمطار، أمام أعين تلاميذ في عمر الزهور، بدعوى أنها غير قانونية، في وقت تركت فيه (الحبل على الغارب) أمام دكاكين مبنية بأكملها عشوائيا وفوق الملك العام بسوق دالاس.
وتشير أصابع الاتهام إلى مسؤول بالقسم الاقتصادي لعمالة مقاطعة الحي الحسني وقائد الملحقة الإدارية الدرب الجديد، يقول عدد من المتضررين إنهما “يوجهان حملة تحرير الملك العمومي وفق الأهواء، ومحاباة للأصدقاء”.
كما ذكرت العديد من المصادر التي التقتها الجريدة أن المحلات التي تم استثناؤها من عملية الهدم، تعود لمستشارين جماعيين سابقين وحاليين.
وقد طالب العديد من الذين طالتهم الحملة التي يقولون إنها أتت على “الأخضر والصلب”، وليس اليابس فقط، حيث إنها “اجثتت الأشجار والأزهار، وليس فقط السياجات الحديدية، أو البنايات الخارجية المشيدة بالآجور في دروب: الأمل، الحرية، النجمة، الوردة والرجاء والوداد، لكنها وقفت موقف المتفرج أمام “الاستغلال الحقيقي للملك العمومي بسوق (دالاس)، الذي يخلق البشاعة، وتسود به الكثير من مظاهر الإنحراف”، بعد أن اكتفت الحملة في سوق دالاس اليوم الاثنين بهدم جزء ضئيل من حالات الاحتلال الحقيقي، مكتفية باستهداف من لا سند له، ولا أصدقاء في دواليب السلطة يوفرون له الحماية.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…