هل تغرق لجنة بنموسى في أوحال الأحزاب السياسية..؟
بقلم: د. شيد لزرق
مع انطلاق أشغال لجنة شكيب بنموسى الخاصة بالنموذج التنموي، اشتعلت نار التراشقات والمزايدات . وتمكن الفاعل الحزبي من جر اللجنة الملكية إلى أوحال العمل السياسي ، والصراع على المناصب العالية الذي وصل الى درجة الاقتتال بين العائلات الحزبية في سبيل الوصول إليها..
ورغم أن الديمقراطية والتنمية متلازمتان تبدأ بخطوة واحدة ثم تتلوها خطوات . فليس لنا إلا أن نتوهم وأن نتشبث بهذه الأوهام وأن ننتظر سباق المكونات الحزبية “العائلوقراطية” نحو إعادة توزيع الغنيمة الحزبية كمعيار الاعتراف بالفهلوة السياسية، واعادة توزيع ” السخرة” على الاتباع و المريدين.
وانظروا كيف وجد السيد شكيب بنموسى نفسه فريسة لأجندات شخصية وطموحات بعض العائلات الحزبية التي ترفض فسح المجال للكفاءات الشابة المتمرسة. كحاجة يفرضها المنعطف الذي نمر منه جميعا، لربح الرهان و بلوغ مصاف الدول الصاعدة. واستكمال بناء دولة الجهوية و المؤسسات .
و من خلال الاطلاع على بعض مقترحات الأحزاب السياسية المقدمة للجنة لنموذج التنموي، يظهر بشكل جلي كونها لا تتحاوز شعارات أو تطلعات، دون ان ترتقي لتكون مشاريع بديلة او إبداعات حقيقية، وهذا يوضح بكون بون شاسع لازال يفصلنا عن أحزاب المؤسسات، التي تلعب أدوراها الهامة في تكريس الديمقراطية وطرح البدائل المشاريعية.
إن لقاءات لجنة شكيب بنموسى يغلب عليها وفيها سلوك التشكي والعتاب العاطفي بشكله البسيط.
وهم في الغالب يحاولون تزيينها بالقول كونها مأخوذة من قبل الرأي العام أو على الأقل جزء منه دون اعطاء كيف تنزيلها… الذي يبقى هو الدور الرئيسي للمؤسسة الحزبية التي تستفيد من الدعم العمومي.
لهذا فإن مقترحات الأحزاب هي عناوين أزمة حزبية حول ضرورة إرساء إصلاح سياسي ديمقراطي يكرس مبدأ المساواة في كل المجالات ويضمن استقلال القضاء وحرية الرأي والتعبير ويولي التنمية المجالية اهتماما متواصلا من خلال استراتيجيات وخطط شفافة.
هذا الامر يثبت الانطباع السائد لدى الملاحظين بكون العديد من الأحزاب، وفق بنيتها المعطوبة لازلت لم تستطع بعد التكيف مع مقومات الزمن الدستوري، جراء عدم وعي المتحكمين فيها بكون السياسية تغيرت في المبنى والمعني ولمواكبة تطلعات الاجيال الجديدة، يقتدي ابداع أساليب جديدة، وليس التسلح بالاساليب القديمة، وانطلاقة تبدأ بالمكاشفة والوضوح بغاية تاسيس لمرحلة البناء.
ينبغي الاقرار بحقيقة مفادها أن العمل السياسي الحزبي عمل شاق وطويل النفس وأن التاريخ او المال لا يكفيا بمفردهم لإنقاذ الأحزاب السياسية من الترهل والموت حتى ولو كانت غضة.
ولهذا فان لا مجال لهم لاعطاء المصداقية من تحرر من ثقافة الغنيمة والثوريث، حتى لو كان مغلفا، لأننا في زمن الثورة الرقمية ودستور تكافؤ الفرص، والمنافسة في التوصل إلى إقامة علاقة تواصل فعلية مع المواطنين.
تطرح مقترحات الأحزاب التوجيهية تصوّراً للنموذج التنموي البديل، بل وهي على ما اعتقد مجرد تشخيص انطلاقا من زاويتها، وما ينتج عن النموذج التنموي الحالي من تداعيات.
بينما طرح النموذج التنموي البديل يحتاج أكثر من ذلك إلى تصور متكامل الحلقات وفق مخططات واضحة المعالم، تصور يحتاج أيضا إلى طاقات مناضلة وكفاءات لها تراكما من الزاد العلمي والسياسي؛ وهو مطلب- للأسف- لا تتوفر عليه المنظومة الحزبية بشكلها الحالي والتي تحاول تصوير متمنيات على كونها مقترحات.
لم يعد بمقدور الدولة إذن استخدام الوظيفة العمومية كآلية لخلق فرص الشغل في ظل معدل نمو ضعيف.
وهذا ما يفرض طرح سؤال مركزي حول دور الدولة في خلق الشغل و توسيع في انتاج الثروة قبل التفكير في تقسيمها، و في طرح آليات ذات المستوي التشغلي العالي والمردودية الاقتصادية المحدودة.
كل هذا يتصادم مع رؤية المؤسسات الدولية المانحة، وينبغي البحث عن التوازن الجهوي وتحقيق الحق في التشغيل الذي يظل حتى اللحظة شعارا دون مضمون؟.
و أختم بالتأكيد على أن تركيبة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي وفق مقاربة جديدة !
التعليقات على هل تغرق لجنة بنموسى في أوحال الأحزاب السياسية..؟ مغلقة
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…