جماهري: التعاليق الصحفية المواكبة للحرب في أوكرانيا نحت نحو مقارنات تفاضلية مقيتة
الجديد نيوز: متابعة
قال مدير نشر صحيفة (الاتحاد الاشتراكي)، عبد الحميد جماهري، إن العديد من التعاليق الصحفية المواكبة للحرب الدائرة رحاها بين موسكو وكييف، نحت نحو مقارنات تفاضلية مقيتة بنيت على نوعية اللباس والانتماء الجغرافي الأوروبي والعرق.
وكتب السيد جماهري، في افتتاحية تحت عنوان “العنصريون وحرب أوكرانيا والمهاجر المثالي ،” ! تنشرها الاتحاد الاشتراكي في عددها ليوم غد الأربعاء، أن العديد من التعاليق الصحفية المواكبة للحرب الدائرة رحاها بين موسكو وكييف، “مالت إلى مقارنات تفاضلية بين المهاجرين القادمين من أوكرانيا والآخرين القادمين من أماكن أخرى غير بؤرة الحرب، وهم عادة ما يأتون من ضواحي العالم الحر والنظيف والأبيض “، مشيرا إلى هذه التعاليق “بنت هذه المفاضلة المقيتة على نوعية اللباس والانتماء الجغرافي الأوروبي والعرق، كقاعدة مدسوسة في تعابير عادية”. !
وحسب السيد جماهري “فهم يشبهون الغربيين، ونحن لا، لأننا غرباء في اللغة وفي الضحكات وفي الجوع وفي السحنات! وهم تشبه عائلاتهم عائلات الأوروبيين ونحن لا، فإما بلا عائلات أو بعائلات غريبة، شكلا ومضمونا أو مخبأة في الدموع و الساشيات البلاستيكية. هم يأتون بالسيارات والحافلات الشبيهة بالحافلات والسيارات الأوروبية، ونحن نأتي كمطر أو كسيل أو عاصفة زرقاء مع الموج ومراكب لا تشبه مراكب فيينا ولا البندقية”.
وأضاف “ لا أجد سوى الغضب الساخر، وسط هذه الحرب التي تلتهم اليابس في أوكرانيا والمتجمد من أطرافها، إذ كلما سقط صاروخ في قطعة أرضية في كييف، انفجرت أحقاد أوروبية إزاء الشعوب الأخرى، العربية والأمازيغية والإفريقية والآسيوية والكردية والأزدية وهلم… بحرا وبرا !”.
هكذا تفجر ، يؤكد جماهري، صواريخ الكسندر الروسي، ليس فقط المباني القابلة للدمار، بل تفجر أخلاق الدمار القابل للبناء السياسي في الغرب الآن.
وأكد أن إعلاميين غربيين اجتهدوا “اجتهادا غير مسبوق في فصل المقال في ما بيننا وبين المهاجرين الأوكرانيين من انفصال، وذلك تحقير عارم للمأساتين، تبخيس كبير وترتيب لا أخلاقي بينهما، حسب الجنس والعرق والدين”، معتبرا أن الحرب أعطتهم فرصة للمقارنة، بين هجرة أوروبية أوروبية وهجرة أجنبية غير أوروبية. ولم يشفع للأوكرانيين المتغربين في عز الحرب أنهم هربوا من نفس الحرب التي يهرب منها السوري والعراقي واليمني.
وتابع أنه “لكل حربه التي تليق به، في أعراف العنصريين ولم يشفع للمهاجرين الأفارقة كل الانقلابات و ما التهمته الحضارة الغربية لكي تصبح حضارة ناضجة، من خيراتهم واغتيال مستقبلهم، بعد التهام ماضي آبائهم، فقد وجدوا أن المهاجرين الأوكرانيين مهاجرون حضاريون، متعلمون ويشكلون جزءا من أوروبا، وهم عندما ينتقلون من أوكرانيا إلى فرنسا أو هولندا إنما يغيرون فقط المكان الحضاري نفسه مؤقتا، في حين يقيمون باستمرار في الزمن الحضاري الغربي الكبير والشاسع.”
أما نحن، يتابع كاتب الافتتاحية” أفارقة وعراقيون ومغاربة وسوريون وجزائريون وتونسيون، فعادة ما نخرج كما عودتنا حضارتنا، بدْوًا بدائيين ومتخلفين عن مستجدات الحداثة ! فنحن ننسى سياراتنا وكتبنا وأحذيتنا وملابسنا وحياتنا، وغالبا ما نصل حفاة عراة أفاقين … وغالبا ما ننسى حياتنا ونموت في البحار التي تحيط ببلدانهم .لا شيء يخجلهم في ما فعلوا بهذه الدول أيضا “.
إنها نخبة مسوسة، يقول جماهري،” لم تجد ما تعالج به خطأ شنيعا اسمه الحرب وقدرا شنيعا اسمه الهجرة سوى بإضافة خطيئة أوسع منهما معا، وهي العنصرية !” مبرزا أن “أوروبا، في عرف جزء من عقلها الإعلامي الضليل، تريد أن يكون المهاجرون من بين صفوفها، ومن جلدتها، وهي لن تقبل أن يموت غيرهم فوق ترابها، حتى يليق القتيل بالجنازة الحضارية التي تريدها له، كفرق بين جنازته وبين جنازة تشارك فيها الحيتان والطحالب في أعماق المتوسط أو البحر الأحمر”.
وسجل السيد جماهري، في هذا الاطار، أنها ” حرب تكتمل، بشناعة حرب أخرى، كما لو أن العقول العنصرية لا ترى الحرب حربا اقتصادية ومالية شاملة على روسيا فقط بل لا بد من إتمام قوسها بأن تشمل الشرق المهاجر والمغرب المهاجر والقارة المهاجرة…”مضيفا “لقد صار من الطبيعي أن يهان الهارب من حرب في الشرق الأوسط، لأنه أضاع الفرصة وهو تحت النيران أو قريبا من المجاعة، في تنظيم خوفه بطريقة تجعله يفكر في سيارة براقة وملابس راقية قبل أن ييمم شطر طريق الهجرة، وكان عليه أن يثبت جدارته بأحضان أوروبا، عطرا وأناقة وبشرة ولغة وقربا” … .
ومع ذلك، هناك عقدة تتربص بهم، يبرز كاتب الافتتاحية، و”هذه العقدة التي تتربص بهم، لاشعوريا، تتمثل في أن الذين يأتون إلينا هم الذين يشبهوننا، ومرحبا بهم، لكننا لن نذهب أو نبعث أبناءنا ليموتوا دفاعا عنهم، هناك حيث كانوا ـ قبل المجيء إلينا ـ لا يشبهوننا !”، مشددا على أن ” عقدة العنصري الجبان، الذي لا يرافع عن عنصريته إلا وهو محميٌّ بديموقراطية في الإعلام أو في السياسة وفي الفضاء العام !”.
وأشار إلى أن ”الإنسانية الأوروبية التي نقتسم معها مصير الأرض ومن يقيم عليها،
لن يخفى عليها، أن البحث عن المهاجر المثالي، هو ارتداد لنظريات القرن الماضية التي تقيم معايير وقواعد «جينية» وعرقية، لتحديد طبيعة البشر وتقييم حظهم من الحضارة، والنزعة العِرْقِية، هي حظ العنصرية حين تجتهد، والهجرة مجرد فرع من فروعها في الواقع، لأن المطلوب منها، كان يتضمن أيضا التعقيم الإجباري لخدمة الثقافة المهيمنة، كما هو حال أوروبا الآن، بل تشديد الإطار التشريعي والمدني بخصوص الزواج، ملامحه بدأت مع عنصريات الموجة الثانية، ثم الهجرة بناء على خصائص عرقية ووراثية وسياسية.. ، وهي استعادة للمنظومة القانونية للنازية في 1933 وقانونها الشهير حول الموضوع “!.
وخلص الكاتب إلى أن خلاصة الحرب تكمن في أن عقل النخبة المعنية هنا عاد بكل سهولة إلى عتمة كهفه العنصري، هناك حيث يقيم وحش البيولوجيا السياسية، وعنصرية الدولة !”.
(و م ع)
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…