عابد والحداد وبلمو في ليلة شعرية استثنائية بين دار الشعر والمعهد الحر بتطوان

شهد المركب الثقافي عبد الخالق الطريس بمدينة تطوان، مساء الأربعاء الماضي، ليلة شعرية استثنائية جمعت بين ثلاثة من أبرز الأصوات الشعرية المغربية: محمد عابد، نعيمة الحداد، ومحمد بلمو، وذلك في إطار تعاون بين دار الشعر بتطوان وجمعية قدماء المعهد الحر.

الأمسية، التي جاءت ضمن انطلاقة الموسم العاشر لبرامج دار الشعر، احتضنها فضاء المكتبة التاريخية للمعهد الحر، التي تأسست سنة 1935 وتضم بين رفوفها نفائس المؤلفات والمكتبات الخاصة بعدد من رواد الحركة الوطنية وأعلام الثقافة بالمدينة، وفي مقدمتهم عبد الخالق الطريس.

اللقاء تميز بتكريم أسماء وازنة في تاريخ المعهد، وفي مقدمتهم الأستاذ الراحل الحسن الشقور، أحد أبرز مدرائه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث استحضر زملاؤه وتلامذته مناقبه وإسهاماته التربوية والثقافية. كما تم تكريم الشاعر سعيد بنعياد، أحد خريجي المعهد، الذي استعاد ذكريات دراسته من خلال قصيدة ألقاها احتفاءً بالمعهد.

على مستوى القراءات الشعرية، افتتح الشاعر محمد عابد من العرائش الأمسية بنصوص طبعتها نبرة الوجع والبحث الوجودي، منها “شبيهي في الأنين” و”في رأسي حرب صغيرة”. تلتها الشاعرة التطوانية نعيمة الحداد بنصوص وجودية كتبتها على تخوم الموت والحياة، أبرزها “وبقيت وحدي على هامش الوقت”. فيما اختتم الشاعر محمد بلمو، القادم من الرباط، الليلة بنصوص مشبعة بالهم الإنساني والوطني، أبرزها “الفلسطينيات” و”بين قوس وقوس”.

الأمسية عرفت حضورا مكثفا من جمهور الشعر وعشاق الكلمة بتطوان، الذين تفاعلوا مع النصوص الملقاة في فضاء شعري جديد انفتحت عليه دار الشعر، ضمن مشروعها الهادف إلى جعل الشعر أقرب إلى الجمهور، عبر التنقل بين الحدائق والمتاحف والمعاهد والمكتبات والمواقع الأثرية بمختلف المدن المغربية.

بهذا، رسخت دار الشعر مرة أخرى حضورها كجسر بين الشعراء والجمهور، وكمنصة للاحتفاء بتجارب إبداعية متجددة، حيث تحولت تطوان في تلك الليلة إلى عاصمة للقصيدة، تحتفي بالكلمة وتمنحها فضاءً حيا للتداول والتجدد.