الإعلامية بنداود تكتب: وا نعيمة المرضية

في شهر رمضان،شهر الغفران ويوم 8 مارس العيد العالمي للمرأة، كتبت الأقدار رحيل أجمل بحة صوتية في الغناء وهذا باعتراف كبار الملحنين ليس في المغرب ولكن خارجه ، في الشرق المكان النموذجي للإبداع الفني والغنائي عندما يختار أن يغني فنا مغربيا وللأمانة يختار أغنية مرسول الحب للموسيقار عبد الوهاب الدكالي وأغنية ياك جرحي للراحلة نعيمة سميح التي ولجت مجال الأغنية المغربية وهي في عز عطائها فاحتضنها كبار شعراء الزجل المغربي والملحنين الذين أجمعوا على أن صوت (نعيمة المرضية) كما تعود على استقبالها بذلك جمهور السهرات الغنائية الكبرى المباشرة، الوحيدة التي حافظت على شعبية طاغية حتى في عز غيابها ظاهرة لن تتكرر ولم تتكرر وسط الصراخ الذي يملأ اليوم فضاء أغنية مغربية فقدت الإمتاع والأنس والترنم بها.

كانت كل أغنية جديدة لنعيمة سميح حدثا فنيا كبيرا لفنانة عصامية، ذات كاريزما خاصة وتواضع كبير، ميزه غنى النفس قبل غنى المال، فنجحت أن تسكن قلوب المغاربة وأن تظل قريبة منهم.

برحيلها اليوم نكتب رسالة وداع حقيقية للأغنية المغربية كما تعودنا أن نسمعها من الكبار في كل شيء، عندما كان التنافس فنيا خالصا ، حينما كانت الأغنية المغربية بعيدة عن أي عملية تجميل قسري كما تعيشها اليوم ممن أضحوا يغنون بأسنانهم أكثر من أصواتهم.

نحتث نعيمة سميح مسيرتها على صخرة الإبداع المغربي وليس عيبا أو تجاوزا أن نقول إنها جزء من تراث مغربي أصيل صوتا وأداء وحضورا . رحلت بنت البلاد من جاءت من زمن الأبيض والأسود وبهرت بعد ذلك كل الألوان .

في أول حوار لي مع عميد الزجل المغربي الراحل أحمد الطيب لعلج، سألته عن أقرب أغنية له إلى قلبه كتب كلماتها ، لم يتردد حينها بالإجابة، أغنية «غاب عليا الهلال».

غاب اليوم هلال الأغنية المغربية
نعيمة … من سيداوي جرحنا..؟؟