تعاون طبي مميز بين المغرب وموريتانيا: نجاح عمليات جراحية معقدة في نواكشوط

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا في المجال الصحي، شهد مستشفى نواكشوط الوطني إجراء عمليات جراحية معقدة في الفترة من 23 إلى 26 فبراير 2025. وقد أُجريت العمليات تحت إشراف رئيس الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية بالمنظار، الدكتور رضوان ربيع، الذي قاد فريقًا طبيًا مغربيًا متخصصًا في هذا المجال.

وخلال هذه الأيام الطبية، نجح الأطباء المغاربة في إجراء 15 عملية جراحية معقدة باستخدام أحدث التقنيات الطبية. وقد تم التعامل مع حالات طبية حرجة في مجال المسالك البولية والكلى، معتمدين على أحدث الأساليب الجراحية مثل جراحة الروبوت، التي يُعد المغرب من الدول الرائدة في استخدامها على مستوى شمال إفريقيا.

وأكد الدكتور رضوان ربيع، في تصريح صحافي، أن هذه المبادرة تهدف إلى تبادل الخبرات والتقنيات الطبية بين الأطباء المغاربة والأطباء الموريتانيين. وأشار إلى أن المغرب يحرص على تفعيل دور التعاون الطبي مع الدول الإفريقية، لاسيما في استخدام التقنيات الحديثة التي توفر علاجًا أكثر فاعلية بتكاليف أقل.

وأوضح الدكتور ربيع أيضًا أن الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية بالمنظار قد نفذت حملات طبية مشابهة في دول إفريقية عدة، مثل: السنغال، الغابون، والكاميرون، وذلك في إطار تعزيز التعاون جنوب/جنوب. وذكر أن هذه المبادرات تساهم في رفع مستوى الخدمات الطبية في الدول الإفريقية، وخاصة في مجالات دقيقة مثل جراحة المسالك البولية.

من جانبه، عبر الدكتور شيخاني ولد أجدود، رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى نواكشوط، عن شكره للفريق الطبي المغربي على العمليات الناجحة التي أُجريت باستخدام تقنيات متطورة. وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه المبادرة إلى إنشاء شراكة مستدامة بين الأطباء الموريتانيين والمغاربة، مما يعود بالفائدة على المرضى في موريتانيا.

وتعد هذه المبادرة جزءًا من التعاون الطبي المستمر بين البلدين، حيث سبق للمغرب أن نظم حملات طبية في مناطق موريتانية مختلفة، مثل مدينة أطار (ولاية أدرار)، والتي شملت جميع التخصصات الطبية. هذه الحملات تنظمها جمعيات مغربية بالتعاون مع السلطات المحلية الموريتانية، وتسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية في مختلف المناطق.

وفي ختام تصريحاته، شدد الدكتور ربيع على أهمية هذا التعاون في تطوير البنية التحتية الصحية في المنطقة، مشيرًا إلى أن نقل التكنولوجيا الطبية الحديثة للأطباء في الدول الإفريقية يمثل خطوة رئيسية نحو تحسين مستوى العلاج في هذه البلدان.

تبرز هذه المبادرة كمثال حي للتعاون المثمر بين المغرب وموريتانيا، وهو ما يسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وتحقيق فوائد كبيرة للقطاع الصحي في منطقة غرب إفريقيا.