الموت يخطف الشاعر عنيبة الحمري
امتدت يد المنون إلى الشاعر المغربي عنيبة الحمري، الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم الخميس بعد معاناة مع مرض لم يمهله طويلا. وفي هذا السياق قال حميد الجماهري عن وفاة هذا الشاعر: «رحمك الله صديقي الشاعر محمد عنيبة الحمري»
وفي تدوينة بعنوان «الصوفي يفرك الضحكات في ورشة الخيال»، قال الجماهري:
«يحلو لأصدقائه أن يُمعنوا في رسمه بطريقة عفوية.. بالماء والخبز والورق الأبيض.. ثم يرسمون جزيرة، كما ليشيروا إلى أنه فريد للغاية وسط البشرية.. وقد يضيفون، لضرورات تواصلية، أو للتعريف بواسطة “جي. بي.
اس” عاطفي، غيمة أو طائر، وربما وحدي أحب أن أعزله مع ذلك في بقعة حبر، مضاءة، باستعارة أو بإيقاع.. لا بأس من هذا الغموض، في بداية الحديث عن رجل واضح الضحكات، يُخيل إلي في منتصف الليل، أنه يرميها في الظلمة مثل أغنية قادرة على استدراج الصمت الذي يليها أو يرميها مثل نرد لا يخيب …في إصابة خيال ليلي !
لهذا جئت لأبحث عن حظ آخر مع اللغة، اسمه محمد عنيبة الحمري، وأطرح السؤال علينا معا…: هل كنتُ لأكون، لو لم أصادفه في بداهة الحياة أو متاهة اللغة؟
هل كنت لأكون لو لم تُجلجل ضحكته، طوال فرح سامر، كلما صادفته، أو كلما تذكرت أنني صادفته.
لا أعتقد، ليس بمحض المجاملة ولا بمألوف الاحتفاء! كأن شيئا ما سينقص الفرح ليكتمل.
وكأن غير قليل من الأوكسجين سينقص من الهواء، وكأن شخوص حياتي سيفتقدونني الأكثر قدرة على التجرد والصفاء، ذلك الذي يبدو، وحيدا، يصدق هوية الأدب. بمعنى ثابت: حياته دليل على أن الأدب عموما، والشعر، مغامرة جدية لابد لها من الحياة لكي تستمر…
لا شيء فيه يدل على أنه خفيف: جدية القصيدة، امتثال الإيقاع إلى سلمه الشعري، تمارين الغطس في بحور اللغة، فرك المفردات في ورشة الخيال، الدخول إلى المفاجأة، ابتداء من العنوان إلى إخفاء الإيقاع في قطن المجاز…، كل شيء جدي، إلا ضحكته! تبدو ضِلِّيلة كشاعر جاهلي تائه…
وتبدو أصيلة، كمكابدة غير ضرورية للصوفي.. لعله الوحيد الذي عوقب ذات سهرة، عندما منعوه من فضاء روايته من الدخول لأنه.. اجتهد في التصفيق، ولأنه أيضا يقترف قهقهات تشي بأنه ليس جديا في الندامة! لكنه أجاب عبث الحكاية بأن دخل إلى «سينترا» الرواية، حيا يتماثل قليلا للخيال!! أنا جئتكم لأنني لا أستطيع أبدا أن أحتمل خطأ الغياب عن فرحتكم به، لا أريد صراحة أن أثقل ذنبي باسمه، ولا أثقل قلبي بذنب الغياب عنه.… يحلو لي أن أعود إلى نصوصه، ولعله الذي ألهمني ذات حوار جوابا، ما كان لي أن أجترحه لو لا المرور تحت ظلال مجازه: تصبح القصيدة كائنا مستقلا، عندما تتحول إلى ذاكرة قصيدة أخرى..
الرباط.. اعتقال ثلاثة من سائقي الطاكسيات لاحقوا سيارة للنقل بالتطبيقات
علمت (الجديد نيوز) أن مصالح الأمن بالرباط أوقفت ثلاثة من سائقي الطاكسيات بعدما لاحقوا سيار…