‫الرئيسية‬ فن وثقافة بوتريه: نعيمة المشرقي.. أيقونة الفن المغربي وأم عظيمة بقلوب ممتدة عبر الأجيال
فن وثقافة - 4 ديسمبر 2024

بوتريه: نعيمة المشرقي.. أيقونة الفن المغربي وأم عظيمة بقلوب ممتدة عبر الأجيال

في قلب الدار البيضاء، المدينة النابضة بالحياة، وُلدت نعيمة المشرقي لتصبح واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ المغرب. لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدواراً على خشبة المسرح أو أمام عدسات الكاميرا، بل كانت أيضًا امرأة ملتزمة تجاه عائلتها، تجمع بين أدوارها كأم وزوجة وفنانة وإنسانة ذات رسالة.

نعيمة المشرقي: الإنسانة قبل الفنانة

لم تكن حياة نعيمة المشرقي تقتصر على الأضواء والشهرة، بل عرفت أيضًا بدفئها الأسري ودورها المحوري كأم وزوجة. كانت متزوجة من الكاتب والصحافي المغربي المعروف عبد اللطيف الخياط، الذي شكّل داعمًا كبيرًا لمسيرتها الفنية والإنسانية. كان زواجهما نموذجًا للتفاهم والاحترام، حيث شجّعها على متابعة شغفها بالتمثيل والعمل المجتمعي دون قيد.

أنجبت المشرقي ثلاثة أبناء، من بينهم ياسمين الخياط، التي ظهرت خلال حفل التكريم لتتحدث عن والدتها بتأثر كبير. وصفتها بأنها «امرأة استثنائية، وأم محبة تركت أثرًا عميقًا في حياتنا جميعًا».

جدّة متفانية

لم يقتصر دور نعيمة المشرقي على الأمومة، بل امتد إلى أحفادها، حيث عُرفت بعلاقتها القوية بهم. كانت تعتبرهم امتدادًا لرسالتها في الحياة، ساعية دائمًا لنقل القيم التي آمنت بها من حب، عطاء، واهتمام بالآخرين. كانت تسعى لتعليمهم أهمية الثقافة والفن، وتشجيعهم على استكشاف مواهبهم وإمكاناتهم.

الفن والعائلة: توازن ملهم

رغم انشغالاتها الفنية والإنسانية، كانت نعيمة المشرقي تحرص على تخصيص وقت لعائلتها. شكّل المنزل بالنسبة لها ملاذًا حيث تجتمع مع أسرتها حول القصص والحكايات، مدمجةً الفن بحياتها اليومية. أبناؤها وأحفادها كانوا مصدر قوتها وإلهامها، وساهموا في تشكيل شخصيتها الدافئة التي أحبها الجميع.

إرث إنساني عبر الأجيال

بعد رحيلها في أكتوبر الماضي، لم تفقد العائلة فقط أمًا وجدّة، بل فقد المغرب أيقونة متعددة الأبعاد. أبناؤها وأحفادها يحملون إرثها بحب وفخر، مدركين أن اسمها سيظل مرتبطًا بالوفاء للفن والالتزام الإنساني.

بقيت نعيمة المشرقي نموذجًا نادرًا للمرأة التي استطاعت أن تجمع بين النجاح في حياتها المهنية والعائلية، لتُثبت أن الفن الحقيقي يبدأ من داخل المنزل وينطلق نحو العالم. حياتها كانت درسًا في التوازن، حيث كانت أدوارها العائلية جزءًا لا يتجزأ من إبداعاتها الفنية والإنسانية.
رحيلها لم يكن نهاية، بل بداية لإحياء ذكراها في القلوب والأعمال، ولحكايات ستظل تُروى جيلاً بعد جيل. فألف رحمة ونور على فنانة وانسانة مغربية أصيلة أعطت الشيء الكثير لفنها ولكنها.

التعليقات على بوتريه: نعيمة المشرقي.. أيقونة الفن المغربي وأم عظيمة بقلوب ممتدة عبر الأجيال مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

توقيف شخص يبلغ من العمر 80 سنة عرض سيدة وطفلتها للعنف

تفاعلت ولاية أمن تطوان، بجدية، مع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أمس …