البناء العشوائي يكتسح المهارزة الساحل

الجديد نيوز

“هي فوضى…” هكذا هي الأوضاع في جماعة المهارزة الساحل الواقعة بين جماعتي سيدي رحال الشاطئ واثنين اشتوكة والواقعة على الطريق الساحلية الموسومة باسم “طريق آزمور، والخاضعة إداريا لنفوذ عمالة اقليم الجديدة، أوضاع جعلت هذه الجماعة، ذات الموقع الاستراتيجي القريب من الشاطئ، قبلة للعشرات من الراغبين في تشييد مساكن فاخرة، ولكن بطريقة عشوائية، دون الحاجة إلى إنجاز تصميم أو استصدار ترخيص، ووحده “تواطئ السلطة المحلية ومصالح الجماعة كفيل بتحقيق المراد والوصول إلى المبتغى”.

فحسب ما أفادت به مصادر مطلعة من المهارزة الساحل، فإن “موجة من البناء العشوائي غزت العديد من المناطق التابعة لنفوذ الجماعة”، لكن “ذروة هذه المخالفات التعميرية يتم تسجيلها منذ أشهر بدوار (الهيالمة)”، الذي لا يبعد إلا بكلمترات معدودة عن الطريق الساحلية الرابطة بين الدارالبيضاء وآزمور، حيث نبتت العشرات من المساكن عبارة عن “فيلات” تم تشييدها في ظرف قياسي، بعد أن استفاد أصحابها من “دعم سلطات المراقبة ممثلة في قيادة المهارزة الساحل وأعوانها، وكذا مصالح الجماعة”.

كما أن المنطقة ذاتها، حسب ما أفادت به بعض الفعاليات الجمعوية والحقوقية، تعرف “غيابا مستمرا للمصالح الاقليمية التابعة لعمالة الجديدة”.

وأضافت مصادر الجريدة أن “انعدام المراقبة فتح الباب على مصراعيه أمام عون سلطة بدرجة (شيخ) يعمل بدوار “الهيالمة”، حيث غدا عون السلطة المذكور بمثابة “المفتاح” الذي تُشرع أمامه الأبواب المؤيدة للبناء العشوائي، بعد أن صار يلعب دور العنصر المعبد للطريق أمام كل مقتن لبقعة أرضية قريبة من الشاطئ لتشييد مساكن ثانوية يقصدها خلال فترات العطل، وعند نهاية كل أسبوع. وأفادت مصادر الجريدة أن كل عملية بناء يكون مقابلها مبلغ بملايين السنتيمات، حيث تتراوح قيمة الإتاوة بين 3 و4 سنتيم.

ولأن جماعة المهارزة الساحل تبعد بأقل من 50 كلمترا عن مدينة الدارالبيضاء، فإنها أصبحت وجهة مفضلة للكثير من البيضاويين الطامحين لامتلاك سكن شاطئي، لا يحتاج تشييده لترخيص أو تصميم. فوحده تواطؤ السلطات المحلية “كفيل بتحقيق المراد وبلوغ الهدف المنشود”، حسب ما صرح به عدد من أبناء “دوار الهيالمة” الذين قالوا إن “الشخص المكلف ب(المشيخة) أغرق المنطقة بالبناء العشوائي، ولم يكتف بذلك بل إنه “بدوره كان من المستفيد من موجة البناء العشوائي، إذ شيد مسكنا يتألف من سفلي وطابق بدون ترخيص.

واستغربت مصادر الجريدة برمجة جماعة المهارزة الساحل لشطر تكميلي أوصل الأعمدة الكهربائية إلى غاية هذه البنايات العشوائية، حيث من المنتظر أن تستفيد “فيلات العشوائي” من برنامج للكهربة يفترض أنه مخصص لسكان العالم القروي، وليس ل”البناء العشوائي الراقي”، كما صرح بذلك بعض الجمعويين.
ومن أجل وضع حد لهذه الفوضى في قطاع التعمير بجماعة المهارزة، والذي لم يقتصر على “دوار الهيالمة”، بل إن بعض الأراضي المطلة على الطريق الساحلية، عرفت بدورها تشييد فيلات عشوائية، خاصة بالقرب من مقبرة (سيدي عبد العزيز)، طالبت مصادر الجريدة وزارة الداخلية بإيفاد لجنة للتحقيق وترتيب الجزاءات القانونية لإيقاف هذه الجرائم التعميرية.