الدافري يكشف أسباب الإخفاق الجديد للمنتخب المغربي

الجديد نيوز: بقلم أحمد الدافري

المدرب البوسني الذي يدرب المنتخب المغربي ليس مدربا. بل هو بزناز. يعمل بمنطق : “أنتم تعاقدتم معي كي تمارسوا التبزنيز بالمناداة على لاعبين من الخارج تريدون أن تصنعوا منهم نجوما، سأترككم تفعلون ذلك، لكن شريطة أن يكون لدي نصيب من هذا التبزنيز بالاتجار في لاعبين سأنادي عليهم أنا، وأنتم ما عليكم سوى منح الأغلفة المالية لصحافة التطبيل كي تطبل لاختياراتي التي هي اختيارات سنطعمها بلاعبين لديهم بعض المصداقية ذرا للرماد في العيون”.

لقد سبق لهذا المدرب أن أكد في تصريح له يوم الخميس 1 اكتوبر 2021 أن باب المنتخب الوطني سيبقى مفتوحا في وجه اللاعبين الأكثر جاهزية و انضباطا.. لقد كان يكذب ونحن كنا نعرف بأنه يكذب، مستعملا في كذبه علينا لغة فرنسية ركيكة تدل على أنه شخص ذو دماغ متكلس، لأن رجلا مثله قضى نصف قرن في فرنسا وهو مازال يقول nous travaillons avec sériosité ، رغم أنه لا وجود على الإطلاق في قاموس اللغة الفرنسية لكلمة sériosité والطفل الصغير الذي يدرس الفرنسية في الابتدائي بشكل صحيح سيلقنه أستاذه القول nous travaillons avec sérieux، فهذا يعني أن هذا الرجل يعاني من اختلال في التعلم..
في تدوينة سابقة هنا كُتبت بعد الإعلان عن لائحة اللاعبين الذين نادى عليهم خاليلوزيتش للمشاركة في كأس إفريقيا، تم الكشف عن عدد من التناقضات المتعلقة بما سماه خاليلوزيتش هذا “الجاهزية”.

استندنا في التدوينة على أرقام مأخوذة من إحصائيات رسمية خاصة بعدد المباريات التي خاضها كل لاعب مع فريقه. الأرقام كارثية بالنسبة إلى بعض اللاعبين. لا جاهزية ولا هم يحزنون. لقد كانوا إما معطوبين ويخضعون للعلاج ولا يلعبون ضمن فرقهم كما هو الحال بالنسبة إلى يوسف النصيري، أو لا يدخلون ضمن أجندة مدربيهم ويُلقى بهم في دكة الاحتياط في أحسن الأحوال.

لكن الكارثة الكبرى هي حالة أيمن برقوق الذي لم يعتمد عليه فريقه إنتراخت فرانكفورت الألماني في هذا الموسم سوى بضع دقائق لأنه كان مصابا. فلماذا نادي حاليلوزيتش على برقوق رغم أنه ليس لاعبا رسميا في فريقه؟ السبب بسيط جدا. لأن الجهة المكلفة بوكالة أعمال أيمن برقوق والمسؤلة عن تعاقداته وانتقالاته ورفع قيمته التسويقية هي شركة SPORTS EXCELLENCE GROUP الألمانية، والقيمة المالية الأخيرة الموجودة في لوائح هذه الشركة بالنسبة إلى أيمن برقوق هي مليونا أورو. يعني قيمة هزيلة وينبغي ان ترتفع. ومن المسؤول عن رفع هذه القيمة؟.

المسؤولون هم الأعضاء المسيرون للشركة وعددهم 14 عضوا مساهما في الشركة، من جنسيات مختلفة، يبيعون اللاعبين ويتقاضون أرباحا وعمولات على صفقات البيع والإعارة. واحد من مسيري هذه الشركة شخص من دولة البوسنة والهرسك اسمه ميلوراد إيليسكوفيتش Milorad Iliscovic اعتزل ممارسة كرة القدم في 1 يوليوز 2015 وكان يلعب في مركز حارس مرمى بفريق من الدرجة الأولى في بطولة البوسنة والهرسك اسمه HNK Orašje . وبعد أن اعتزل هذا الحارس البوسني كرة القدم أصبح مساهما في شركة SPORTS EXCELLENCE GROUP الألمانية لتسويق اللاعبين.

وهو الذي نبه خاليلوزيتش بحكم علاقته به، إلى وجود لاعب مغربي في ألمانيا اسمه أيمن برقوق ينبغي أن يأخذ نصيبه من الشهرة. لاعب عادي مثل آلاف اللاعبين العاديين من أصول مغربية الذين يلعبون في فرق بألمانيا أو هولندا أو بلجيكا أو فرنسا أو إنجلترا أو إيطاليا والذين بين الفينة والأخرى تجد أنهم أصبحوا لاعبين دوليين ضمن المنتخب المغربي مثل شاكلا ولوزا وماسينا وغيرهم، بعد أن تشتغل آلة التبزنيز لصالحهم.

كما أقول دائما، نقاشنا للشأن الكروي الوطني سيتصدى له بالتأكيد المطبلون الذين يعتقدون أنهم حين يلزمون الصمت ويغضون النظر عن ظاهرة الفساد الكروي في المغرب فهم يفعلون ذلك دفاعا عن الوطن..

إن كنت أيها المطبل التافه الذي توظف حنكك لأعمال السخرة وللدفاع عن الفساد منتظرا امتيازا في شكل فتات موائد، تظن أنك ستفيد من تتمسح بأحذيتهم وتطبل لإنجازاتهم وتبرر إخفاقاتهم، فاعلم أنك لن تتجاوز في أغراضك الاسترزاقية مرتبة الطبال الذي حين ينتهي الحفل ويغادر المدعوون مكان الحفل يكتشف أن ما ناله من أجر غير كاف لشراء طبل جديد تعويضا للطبل الذي ثقبه من كثرة الضرب، فيقرر أن يشتري غيطة بدل الطبل، ويغير المهنة، فيتحول من مهنة التطبيل إلى مهنة التزمير، ويظل يزمر ويزمر ويزمر ولا يرتاح إلا حين يصبح لا فرق بين الوطن وبين الزمر.. وهذا ما كان.