البروفيسور الإبراهيمي يكتب: نحن “القطيع” بين الوزارة الوصية والمشككين
بقلم: عزالدين الإبراهيمي
أود من خلال هذه التدوينة أن أرد على هذه المغالطة الكبيرة التي يتداولها الكثيرون التي مفادها أن اللقاح في التجربة السريرة و أننا نطعم بحقن تجريبية… و أتسائل كيف يمكن أن يطرح هذا السؤال… مع العلم و “غير” بالخشيبات و بسؤال… هل سمع أحدكم قط بتجربة سريرة بسبعة ملايير جرعة دوليا وب 46 مليون جرعة محليا؟ و سأعود للعلم في الجزء الثاني من التدوينة… و لكني أود في البداية أن أتأسف على الانزلاقات الكثيرة التي يعرفها الحوار التلقيحي اليوم و الذي ليس فيه أي تبادل علمي موضوعي ومحترم… و أولها أن يوصف أكثر من 80 في المئة من البالغين المغاربة بالقطيع…
نعم… يؤسفني كثيرا أن يوصف الملقحون ولأنهم الأغلبية بالقطيع… نحن القطيع… و بنكران للذات و لأننا مقتنعون بما نقوم به… ذهبنا للتلقيح طواعية نحن و أبنائنا و أبائنا و أجدادنا… بالطبع لحماية أنفسنا و لكن بوطنية للمساهمة في خروج البلد من الازمة… نحن القطيع… عملتنا نكران الذات و محق الأنا و الأنانية…نحن القطيع… لم نفكر في أنفسنا و لم نتردد في الاستجابة لنداء وطننا و ملكنا… لم نفكر كثيرا بما يمكن أن يحصل لنا من أضرار لأن ثقتنا في الله و في خبرائنا كبيرة… لا تزعزعها جرعة لقاح تعودنا على أخذ العشرات منها منذ الصغر… أغلبنا نحن القطيع… تلقحنا بمحض إرادتنا ولم يرغمنا أحد على ذلك ولم ننتظر من يملي علينا إرادته و اختياره… نحن القطيع… نطلب من المشككين و نرجوهم أن تحترمونا و تستمتعوا بوجودنا معكم لعام باق من حياتنا…و لاسيما بعد تنبؤكم لنا بالفناء بعد عامين من تلقيحنا… “و صبرو غير شوية”… و إذا صح ما تنباتم به… فسيجتث المغرب من جل أطباءه و أساتذته و عسكره و بوليسيه و خبراءه و باحثيه و مهندسيه و طياريه و صحافييه… و ستنعمون بالأمان… ولن “يمشكلكم” بعد ذلك القطيع بتلقيحه… و لكن ماذا لو كان هذا التنبؤ خاطئا…
النقطة الثانية و التي أأسف لها… غياب الوزارة الوصية و صمتها المطبق و أعضاء اللجن العلمية ينعتون بأقدح النعوت… و لم تكلف نفسها لا الخروج ولو ببيان أو تصريح قصير في الموضوع لمؤازرة هؤلاء المتطوعين… و الأدهى و الأمر أنها تترك دون أي شجب، أن يتحدث كل شخص باسم اللجن العلمية… و أخرها قصة الجرعة الخامسة و السادسة و العشرين على هسبريس… و التي تتحمل فيها الجريدة المسؤولية كذلك بعدم التأكد من صفة المحاور قبل النشر… “شوية ديال” التأزر المؤسساتي لهؤلاء المتطوعين من أجل الوطن لا يضر… و لأن ضرب مصداقيتنا نهاية لمقاربتكم العلمية… على الأقل غير شي “كليمة زوينة” في حقنا… و لا سيما أننا كنا و مازلنا نتواصل دعما للمقاربة المغربية و في أمور من مسؤوليتكم شرحها للعموم… و لكن من أجل الوطن كل شيء يهون… حتى الإجابة عن سؤال متجاوز يطرح دائما على هذا الفضاء…
هل نلقح في المغرب بلقاح في طور التجريب؟
الإجابة… لا و بدون تردد…و لا سيما بأن لقاحات فايزر و سنوفارم و أسترا زينيكا المستعملة بالمغرب لم تتلق فقط الترخيص في حالة الطوارئ بل أيضا الترخيص الكامل من بعض الدول… و لكن لنستهل من البداية…
يجب أن يعرف الجميع بأن رحلة الترخيص لأي دواء و لقاح تبتدئ بالفصح عن مكوناته من خلال براءة الاختراع أو نشرها في مجلات علمية محكمة… و بعد ذلك تجريبها مخبريا و على الحيوانات بعد رأي لجنة بيوطبية أخلاقية للبحث على الحيوانات… و أستغرب كثيرا أن يسأل البعض عن مكونات اللقاح و هي منشورة و كذلك كيفية تطويرها في مئات الأبحاث و منذ أكثر من سنة… و بعد نجاح كل الاختبارات المعمقة على الحيوانات تطلب موافقة اللجن الأخلاقية و الإدارات المؤطرة لاستعمال الأدوية من أجل الترخيص ببداية التجارب السريرية…
و هكذا تمر هذه الأدوية و اللقاحات إلى المراحل السريرية الثلاث للتأكد من سلامتها و نجاعتها بتأطير من إدارات الأدوية بين كل مرحلة و أخرى… و خلال هذه المرحلة يطلب من كل متطوع توقيع تصاريح “الموافقة الحرة والمستنيرة للمشاركة في التجارب”… و بعد دراسة نتائج المرحلة الثالثة و كل بيانات السلامة و النجاعة يمكن أن يرخص للدواء أو اللقاح من خلال منظومتين…
و هكذا، فيحق لكل الدول الترخيص في حالة الطوارئ المنصوص عليها من طرف منظمة الصحة العالمية و ذلك في مواجهة أي وباء أو جائحة و ذلك بمجرد التوصل بالنتائج الأولى من التجربة السريرية الثالثة و يمكن بعد ذلك أن يكون الترخيص كاملا … و هنا لا أفهم تشكيك الكثيرين فاللقاحات المستعملة بالمغرب ك فايزر و سنوفارم و أسترا زينيكا و التي ليس لها فقط ترخيص الطوارئ بل لها ترخيص كامل من دول متعددة كالولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، الإمارات الأرجنتين… و أستغرب كذلك أن يطالب البعض بعد كل هذا، بتصاريح المرضى بالموافقة الحرة والمستنيرة عندما يلقح و كأن كل طبيب يطالب مريضه بذلك وهو يناوله وصفة عقار أو لقاح مرخص به…
ولكن الادهى و الأمر أن بعض “الخبراء” و “الأيقونات” يجادلون بدون علم بالقول أننا مازلنا في المرحلة السريرية الرابعة؟؟؟؟…
وهذا خطأ شائع… فمصطلح “المرحلة السريرية الرابعة” يعني مرحلة اليقظة الدوائية و اللقاحية… فكل الأدوية بعد الترخيص لها تمر للمرحلة الرابعة من أجل تتبع الأعراض الجانبية بعد استعمالها لدى العموم و بشكل واسع… و هنا يجب التذكير أنه قبل الترخيص لأي دواء و أي لقاح يستوجب على الشركات وضع خطة لتدبير مخاطر الاستعمال توافق عليه إدارة الأدوية المؤطرة و من خلاله تحدد نوعية الأعراض الجانبية المحتملة و كذلك أعدادها المرتقبة… و يلزم الطرفين بسحب الدواء أو اللقاح إذا خرج أي حادث دوائي عن هذا الإطار… و لهذا لا يمكن إعادة النظر في أي ترخيص و لا سحب أي دواء إذا لم تظهر أي أعراض غير منتظرة أو تجاوز العدد المرتقب للأشخاص المشتكين من هاته الأعراض…
و من أجل هذا السبب لا أتفهم قرار الوزارة الوصية بحجب فايزر كلقاح للجرعة الأولى و الثالثة… و بعد ذلك إعادة الأمور إلى نصابها.. مما زاد من الارتياب في أمان و فعالية هذا اللقاح… إن هذه القرارات المتسرعة تنقص من سمعة لقاح طعم به قرابة مليارين من الأشخاص في 150 دولة و 60 في المئة من الأمريكيين… و تضرب في مصداقية عملية التلقيح و التي تنقص منها كذلك عدم التواصل حول أرقام اليقظة اللقاحية المغربية… و أنا أعرف والله مكاين ما يتخبى… أتمنى أن يتم هذا التواصل في أقرب الأجال… و أن تقدم نتائج تمحيص الحالات التي نسبت أو تنسب للقاح… حتى تسحب هاته الكلمة الحق و التي يراد بها باطل من أيدي المشككيكن…
وفي الأخير أرى أن طرح النقاشات الحقوقية و الدستورية و الاجتماعية ظاهرة مجتمعية صحية… و لا يجب أن يركب البعض عليها لضرب اللقاح و عملية التلقيح كمخرج من الأزمة و العودة للحياة الطبيعية… يمكن أن تكون أجرأة بعض القرارات يشوبها التعثر… و يمكن أن يكون تواصلنا و تواصل الوزارة ناقصا… و لكن كل هذا لا يمس لا بنجاعة اللقاح و لا سلامته… يمكن ل المشككين إثارة كل المشاكل الحقوقية و السياسية و الدستورية و الاجتماعية و المجتمعية للبلد… و لكن ليس من حقهم نعتنا بالقطيع… و لا الركوب على الجواز من أجل ضرب اللقاح…
و حفظنا الله جميعا…
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…