‫الرئيسية‬ منوعات فلاش باك   في رثاء الصديق ” الملاحي محمد”.. ذاك الرجل الطيب
فلاش باك - 8 أغسطس 2021

  في رثاء الصديق ” الملاحي محمد”.. ذاك الرجل الطيب

كتب: يوسف بلحسن

مند عقدين تقريبا وفي ليلة صيفية وجدتني والصديق س.المهيني. نفترش زواية في منزل بواد لاو بمعية زملاء إعلاميين ٱخرين لقضاء ما تبقى من سهرة، بعد تغطيتنا لفعاليات الدورات الأولى لمهرجان صيفي سيعرف وطنيا فيما بعد باسم “اللمة “، وسيشهد قدوم كتاب وفنانين واعلاميبن وسياسيين ورياضيين مرموقين من المغرب ومن خارجه شاركوا بفعالية طيلة دوراته التي وصلت الى رقم 16 وأصبحت اليوم علامة بارزة لفعل ثقافي وفني وترفيهي رائع …

نمنا تلك الليلة في منزل “الشريف” هكذا كنا نناديه هنا .. كان المهرجان في سنواته الأولى، وطبعا لم يكن هناك تمويل كاف لإقامة كل الضيوف.

فكان الشريف بكل تلقائية وعفوية يدعوك لمنزله وبين أهله، وحتى لما غير سكناه. ظلت نفس المعاملة ونفس الترحيب … سيدعي كل واحد؛ من الكثرة التي عرفت الشريف؛ عن علاقته المتميزة به وخاصة السياسيين والاعلاميين . فالرجل كان أيقونة إعلامية واسمه لا يغيب عن الصفحات ويكفيك أن تكتب في الفضاء الرقمي واد لاو أو الملاحي لتجد الآلاف من الصفحات الإخبارية والتقريرية والروبورتاجات والحوارات …

كان الرجل يحسن تسويق اسم واد لاو وتقديمها للراي العام. ونجح بشكل ملفت.. وهذه وحدها نقطة لا أعتقد ان أحدا من سياسيي المنطقة، بل حتى على صعيد الوطن استطاع ان يحققها ( لنضع المقارنات وفق معايير الكثافة والمنطقة والامكانيات.. ولكن الأجمل في تصرفات الشريف هي تلقائيته وعفويته …

لم يكن يجد غضاضة في البوح بالقول الحسن أو النقد اللاذع. واستطاع بأسلوبه وطريقته أن يحافظ على شعرة معاوية مع مختلف الطيف السياسي..كان يبتسم على طول وخلال حواراتي الإعلامية كان يرسل الخطابات مباشرة حتى إنني بعض الاحيان كنت أضطر لإعادة صياغة تصريحاته القاسية حفظا لعلاقة صداقة كانت تتعدى السبق الصحفي والرغبة في الخروج بعنوان مثير. قد يثير حفيظة السياسين عليه..

“ألو الشريف.. وفاينك.. ؟

أهلا السيد العامل دمرتين (هكذا أصبح يناديني في السنين الأخيرة ).

ٱش كاين.. ؟

والو. الشريف …

شحال ما شوفناك وبعض الاخوة من جمعية كذا بتطوان خصهم دعما لنشاطهم الثقافي الجاد “.

“بكل فرح ..مرحبا بهم”.

هكذا كان الشريف مع الكل.. نعم مع الكل..

ولا أعتقد إن احدا سينكر هذا الفضل في تواصله ودعمه للمبادرات والأنشطة الثقافية والخيرية .. كان بالفعل معطاءا..

بعض “الكتبة” وبعض “الساسة” وبعض “الجمعويين ” ركبوا على هذا” الباب” وتحت غطاءات العمل الجمعوي والتغطيات والندوات .أكلوا كثيرا .. ورغم أن الشريف كان يعرف، إلا أنه لم يحدث مرة أن “تكلم” أو سخط على أحد منهم …

اليوم، وانا أحضر جنازته بوادي لو (وقد رأيت أن واجب التشييع إلى المثوى الأخير هام بالنسبة لصداقتنا الخالصة) رأيت في عيون الكثيرين ألما حقيقيا على فقدان رجل طيب ترك بصمته ..

وادي لو فقدت رجلا قدم لها الكثير، وتطوان والنواحي فقدت فاعلا كان يحب أن يبصم على تواجده ودعمه الفعلي لا النظري فقط، كما هو عهد سياسيي المنطقة…

سيظل الشريف علامة مميزة لفترة من تاريخ المنطقة، وبالنسبة لي وبعيدا عن السياسة وخبثها يظل الشريف صديقا رائعا وانسانا طيبا ..رحمه الله وأدخله فسيح جناته.

التعليقات على   في رثاء الصديق ” الملاحي محمد”.. ذاك الرجل الطيب مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول

تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…