مراقد صُلّاح عراقيين من بغداد على شواطئ المغرب

بقلم: ذ. حسن الرحيبي

سيدي عبد الرحمان مول المجمر على ضفاف المحيط الأطلسي بمدينة الدار البيضاء، قيلَ إنه قدم من بغداد وعشق تلك الجزيرة. كما عشق خادمته التي دفنت بجانبه. وقد مات في عزّ شبابه في القرن الخامس الميلادي.

لازال قبلةً لنساء الدار البيضاء لمُمارسة النّزهة والشعوذة معاً، وجلب الحبيب أو إخراجه من مفكّرة الذاكرة بقوة البخور والطلاسم وضرب الفال والكارطة ..

ولالة عايشة البحرية وقد هامت في حبّ مولاي بوشعيب السّارية أو مولاي بوشعيب الردّاد، عطّاي العزارى في عرف المغاربة.
وقد وُلد بقرية أيّير بالقرب من الوليدية سنة 450 هجرية، ومات في القرن السادس أي في عهد الموحدين. وكلاهما اشتهر بإعطاء الأزواج للعانسات، والذكور للعاقرات ومنجبات الإناث فقط ..

اختارت لالّة عايشة التي دعاها المغاربة بالبحرية لعدم إمكان بلوغ ضريحها إلّا بركوب قارب على نهر أم الربيع لوقوع مرقدها في ملتقى البحر والنهر.. بعضهم يغرق عند انقلاب القارب ليختفي إلى الأبد، لذلك سمتها إحدى النساء الثّكلى بفقدانها زوجها في رحلة مشؤومة نحو الضريح (لا أدري عمّا كانت تبحث وهي تمتلك زوجاً جميلاً) سمتها بلالّة عايشة الصّگعة أي المشؤومة..!

فاختارت لالّة عايشة الموت على شاطئ بحر الظلمات هي القادمة من بادية السماوة وصحراء الأنبار وملتقى دجلة والفُرات ..

في الصورة فتاة مغربية تجرّب حظها بخط اسمها بالحنّاء واسم حبيبها على واجهة سور ضريح لالة عايشة البحرية على ملتقى واد أمّ الرّبيع ومصبّه بالمحيط الأطلسي أو بحر الظّلمات كما سمّاه الفاتحون العرب القادمون من جزيرة العرب القصيّة الذي تتمنّى الزواج به.

بعضهنّ تتخلّى عن بعض ملابسها الحميمية من أجل الإسراع بجلب الحبيب، ولو كان بربوع السّودان، أو في عمق أدخال إفريقيا السّاحرة.

مع العلم أن هذه الوليّة الصّالحة المسكينة والغريبة عن المنطقة، وعن شواطئ بحر الظّلمات الموحشة .. ماتت وفي قلبها غُصّة، وبفؤادها لوعة وببطن دفينها وأحشائها حُرقة، كونها لم تتزوج أبداً وماتت عزباء عذراء بتول .

والله أعلم !