في ذكرى وفاته.. أحمد الزايدي: الأشجار الكبيرة لا تموت واقفة فقط، بعضها تموت مغمورة بالمياه
الجديد نيوز: بقلم الجيلاني بنحليمة
لا تموت الأشجار الكبيرة واقفة فقط، قد تموت إحداها مغمورة بالمياه. لم يعتمر “اليخاندرو كاسونا” كثيرا ليغير عنوان مسرحيته، كان عليه أن يرى تقاسيم أحمد الزايدي وهو يغرق في واد الشراط، بين تربة نبت فيها وترعرع فيها وتنفس فيها، ليقول إن نهايات الأشجار العملاقة غير متشابهة تماما.
لم يمت أحمد الزايدي لأنه أراد اختصار المسافة بين واد الشراط وبين منزله الهاديء على شاطيء بوزنيقة، مات لأن حفرة تواجدت هناك في ممره المفضل، المترب والمشرع على الواد والبادية والشاطىء.
أحمد لم يعد بيننا، هناك من كان بانتظاره ليرمم ملعب الدوار، وهناك من كان بانتظاره ليتوسط له في العلاج، وهناك من كان بانتظاره لرسم ملامح الحزب، وهناك من انتظره لاحتساء قهوة على ترانيم السياسية، وهناك من انتظره ليطبع على يديه قبلة الرضا، وهناك من انتظره لأنه الأخ العطوف، وهناك من انتظره لأن المثال….. لذلك بكاه الكل، ووجد فيه الكل سببا للحزن وسببا للفاجعة.
فاجعة الوطن في أحمد الزايدي قاسية، فكل عوامل الحسرة اجتمعت لتخطف الزايدي من بين أيدينا. كانت هناك حفرة في مكان لا تجدر أن تتواجد فيه. وكانت هناك ألة ضخ معطلة، وكانت هناك مياه غير منسابة تحت جسر، وكان هناك ممر طرقي لا يصلح للمرور، وكان هناك ملعب كرة قدم ينتظر قدوم الزايدي لمباشرة إصلاحه، فيه في يوم ممطر لا يصلح لكرة القدم، وهناك وهناك…..
الزايدي رحل، عن الوطن، رحل عن السياسي عن الإعلامي عن الوزير، عن شرطي المرور عن خيام الشواء في بوزنيقة، عن مقاهي شارع 16 نونبر في العاصمة، رحل الزايدي… وعلى الكل أن يبكي الزايدي….ابن الحزب وابن الصحافة وابن البرلمان وابن الوطن.
لم يكن الزايدي، سوى نائب برلماني يرأس جماعة قروية…. فلماذا اقترض الناس الحزن ليكلموا ما بقي من ليلتهم، بعدما نفذ مخزونهم….لأنه كان نائبا بألف نائب ولأن كان رئيسا بألف رئيس، ولأنه كان رجلا بألف رجل.
بعد أيام سنجتر خيبة الزايدي، سنوالف بين رحيله وبين “شمتة” أخرى قد تصيب لبنة أخرى في وطننا. لنا أن ندعو بالرحمة ولنا أن نقترض المزيد من الحزن الذي يذهب أبناء الوطن البررة في غفلة منا. لنا الحزن ولك الرحمات الواسعات… أحمد الزايدي أنت فينا حي.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…