مسلسل الغريبة… أبعاد…جماليات…رسائل
الجديد نيوز
عندما نشَرِّح مسلسل الغريبة نقف على عدد من المسائل و الموضوعات التي تتأرجح بين الجماليات و الرسائل و بين الواضح و المبطن و كلما تقدمنا في التشريح تكشفت لنا جوانب أخرى و كأننا أمام قصة مركزة أكثر من اللازم لا يكاد إطار المسلسل أن يحتويها كلها.
كون المسلسل مستوحى من قصة واقعية و يشتغل على شخصية امرأة من طراز غير مألوف جمع فيها ماتفرق في غيرها يستوقفنا كثيرا، إذ ليس من السهل التحكم في قصة من هذا الطراز فالمؤلف أمام خيارين إما أن يكون أمينا و يتتبع الأحداث كما هي مغامرا بالحبكة و بالإيقاع الدراميين أو أن يتصرف في القصة و يغامر بأصالة القصة و أمانة الحكي لكن مؤلف الغريبة اختار طريقا ثالثا وهو الحفاظ على روح أصالة القصة و خطوطها العريضة و تأثيث الحكاية الأصلية بأحداث و شخوص تضمن الإيقاع و الحبكة.
عادة تكفي شخصية أو شخصيتين متفردتين في عمل ما مع احاطتهما بشخصيات اعتيادية لنجاحه لكننا نلاحظ في مسلسل الغريبة كما هائلا من الشخصيات المتفردة من البطلة سعاد التي تعاني من غربة المثقف و غربة المستقيم أخلاقيا مرورا بالشخصيات ذات العقد و الرواسب النفسية كسندس و الحاج البياض و البروفسور الزياني إلى الشخصيات الضعيفة التي يدفعها ضعفها للعيش في ظل شخصيات أخرى كألبيرت و ياقوت و فدوى بالإضافة إلى نماذج علاقات متفردة كعلاقة كمال بسعاد و علاقة كمال بفدوى و ياقوت و علاقة سندس بالبياض و البيرت و علاقة سعاد برحمة و الحاجة فاطمة بشامة مما يجعل المشاهد أمام تشعبات قادرة على إنتاج مجموعة مسلسلات و ليس مسلسلا واحدا.
التحدي الثالث الذي رفعه مسلسل الغريبة كان اخطرهم حيث اختار مجال الثقافة و النشر و البحوث الأكاديمية ليكون فضاء الأحداث و هو اختيار خطر لعدة أسباب أولا لم يألف المشاهد المغربي هذا الجو في ما اعتاد عليه من دراما تلفزيونية خاصة الشريحة الواسعة منه وثانيا لأن اقتحام هذا المجال يستدعي إلماما دقيقا بتفاصيله للحفاظ على الأمانة العلمية و عدم السقوط في تناقضات علمية تجر على العمل انتقادات أصحاب الميدان.
يشمل مسلسل الغريبة عددا هائلا من الرسائل تجعله بعيدا عن أن يكون مجرد مسلسل يسلي الجمهور في رمضان فنجد رسائل في كل الاتجاهات أولا رسالة لوضع خادمات البيوت في وضعية تكفل كرامتهن كنساء تشتغلن بعرق جبينهن و ثانيا رسالة لعدم تشييء المرأة و تنميطها في إطار الأمومة و الزواج و ثالثا محاربة العقلية الذكورية الاقصائية لكل ماهو نسائي و رابعا رسالة لممارسة حرية الإختلاف و تقبل الآخر في حدود الأخلاق كمفهوم كوني و خامسا رسالة للانضباط الاخلاقي بعيدا عن الالزام القانوني القسري ورسالة سادسة لنبل عاطفة الحب و سمو العلاقات الإنسانية و غيرها من رسائل يبعثها المسلسل إلى المشاهد في لمحة تأكد على مسؤولية المثقف و صانع المحتوى الثقافي في تضمين رسائل أخلاقية و توعوية إصلاحية في كل عمل.
في الأخير يبقى مسلسل الغريبة خطوة كبيرة إلى الأمام نحو دراما ذات محتوى ثقافي اخلاقي راق و إطار شيق و ممتع.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…