مشاهدات ذ. الرحيبي: صراع الحضارات من وجهة نظر قريتنا الجميلة

بقلم: ذ.حسن الرحيبي

أو الزّين الزّين نموت عليه ولو نموت بلحديد !

في الوقت الذي كانت فيه جداتنا وأمهاتنا المتعبات والمقهورات (يحشّوا ) لمشيْطة وبلّعمان والگيز والتّبش وفگوس لحمير وفول لكلاب وضرس لبغل وامّو  زغَيبة وريگ لحنش والحسكة وحزق ليهودي والكلوة وگرگاع الجّمال والنّفلة وكرينبوش واللّوّاية وبومْسلّي وبوعگاد والمدهون وبرّمرام والجّمرة وحنبازة وحمرة الرّاس والحُمّيضة والخُبّيزة والمغيْزلة والداد وتلغودة وگصايميطة وامّو لكبيّلات وبيض الغول ومرّوت وشندگورة وگليّة السرّاح وامّو لحبيلات وسلّبو وبوشريْك وزرّيان والعُصفر وبجّاع النحل …

يبدو أن هؤلاء الجميلات الأروبيات كنّ يطعمن أبقارهنّ الورد الجميل والزهور الرّاقية والحشائش الزّاهية …كما يبدو من خلال اللّوحة الانطباعية الجميلة… ومن هنا عرف مسار الحياة طريقين مختلفين متوازيين لا يلتقيان إلا ما شاء الله ! أنتجوا هم الفلسفة والميثودولوجيا والتكنولوجيا والإبيستيمولوجيا ونظرية المعرفة ونظريات التطور والنسبية … والقوانين والأنوار والصناعة والجامعات والتعليم الرّاقي…

بينما أنتجت نساؤنا الدّيگورديّات الفرحة العارمة. ونثرت بذور السعادة في كل مكان. ووزّعت شربات المحبة في كؤوس دهاق. والزغاريد الحلوة الرشيقة والصّادحة في ربوع وأرجاء سهول الواد وبوهشهوش والقاق وامّ دنان والرگبة والكريْكير والواد لخضر وضاية الرحبي وبورجيلات وكُدية عبد الله لكحل وضاية الفاسي والحصية وجرفة القاق والمعيْدن وضاية الجّبلي وجنان الحاج  وزريّبة العسري وكُدية بلّحمداني وگيع بنسالم وسدر الحنفوشي…

الغريب أن هذه المناطق الخصبة وروابيها الغنّاء لا زالت موجودةً إلى اليوم بينما اختفت أسماؤها باختفاء أمهاتنا وآبائنا الأبدي . كما اختفت أسماء الحشائش بفعل المبيدات وعوادي الزمان …

فليت الماضي البعيد والجميل يعود فأخبره بما فعلت بنا الليالي والأيام التي لا تبقي ولا تذر…