في الذاكرة.. محمد الصواب الفنان المسرحي والإذاعي الذي فتح “دكان الناس بلا سوارت”
الجديد نيوز: إعداد أسامة بيطار
في سنوات التسعينيات من القرن الماضي اختطفت يد المنون واحدا من الأصوات المسرحية والغنائبة والإذاعية المغاربة، عندما أبت حرب الطرقات إلا أن تزهق روحه في حادث لم يترك من بقية حياة لهذا الفنان المسرحي والإذاعي المتعدد المواهب.
إنه الفنان الراحل محمد الصواب، ممثل مغربي، أبصر نور الحياة في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين، وبالضبط سنة 1950.
ففي مدينة البهجة وعاصمة النخيل كانت الصرخة الأولى لمحمد الصواب، لذلك فلا غرابة أن يمتلك ذلك الحس الفني والملامح الفرجوية والنكتة التي تجري بالسليقة على ألسنة أبناء مدينة مدينة البهجة، مراكش الحمراء.
تابع محمد أبو الصواب دراسته الثانوية بثانوية محمد الخامس الواقعة بباب اغمات بمراكش، وفي إطار المسرح المدرسي قدم عروضا مسرحية أبرزت بشكل مبكر مواهبه، لينضم فيما بعد إلى فرقة الأطلس الشعبية.
لم يكتف الفنان الراحل بالبقاء ضمن مجموعة واحدة، ولم يجعل نفسه رهن تجربة محددة، وإنما مر من فرقة الصاعدين، والنادي الفني كوميديا.
وفي سنة 1965 كانت له أول مشاركة في التلفزيون في تمثيلية “موعد في العاشرة”، كما أنه احترف ضمن فرقة المعمورة الشهيرة سنة 1970، التي كانت مشتلا لعديد المبدعين والممثلين المغاربة.
اشتهر محمد أبو الصواب بمونولوجاته الفكاهية التي تتطرق لمواضيع اجتماعية، بالإضافة إلى تنشيط وتقديم عدد من السهرات. وانطلاقا من سنة 1983 كان يقدم برنامج “دكان الناس” بالإذاعة الوطنية.
ومن هذه التجربة المميزة تعرف المستمعون المغاربة المولعون بالأثير على الصوت المتميز للفنان والإذاعي أبوالصواب، وكذا العبارات التي كان الراحل يفتتح بها برنامجه “دكان الناس”، حيث كان أبو الصواب يردد لازمته الشهيرة: “دكان الناس.. دكان بلا دفوف وبلا سورات.. دكان مفتوح لكل الناس..”.
كانت آخر مسرحية شارك فيها الفنان الراحل محمد أبوالصواب “شوف فيا نشوف فيك”، قبل أن يدركه الموت حيث توفي بتاريخ 20 مارس 1995، اثر حادثة سير تعرض لها شهر مارس 1995.
وبحرقة المحب كان أخ الراحل محمد الصواب قد نعاه، عندما قال: “تم إغلاق وإقفال البرنامج الجماهيري (دكان الناس)، فصاحبه محمد أبو الصواب الأخ والأب والمعيل وافته المنية إثر حادثة سير بتاريخ 21 مارس 1995 بمدينة سلا..”.
وفي سرده لمسار شقيقه قال “عزيز أبو الصواب”: “فالأخ الأكبر سيدي محمد غادر مراكش ولم يتجاوز عمره بعد 21 سنة باحثا عن إمكانية الإشتغال في الرباط العاصمة كممثل محترف.. وفعلا.. وجد صعوبات وصعاب كثيرة منها العمل والمبيت.. ولكنه.. تمكن من تحقيق ذاته بحيث اشتغل كمحرر في صحيفتي الأنباء والميثاق الوطني.. ثم عرج نحو سفينة مسرح المعمورة بجانب العمالقة والمشاهير…”.
وأضاف عزيز أبو الصواب: “شاءت الصدف الإلهية لكي يعمل في قسم التمثيل الإذاعي بمعية نعيمة المشرقي وأمينة رشيد وعبد الله العمراني وحمادي عمور وأحمد الناجي ومحمد حسن الجندي…”، ومن أعماله الخالدة في الدراما للإذاعة الوطنية كمؤلف لتمثيليات “أستاذ الريح”، و”ليلة القبض على فاطمة” و”الهمزة”… فالمرحوم محمد أبو الصواب ارتبط ارتباطا وثيقا بمسرح الفنان الطيب الصديقي، وبخلية تنظيم سهرات المطرب عبدالهادي بلخياط… كما سطعت شهرته ونجوميته مع البرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه “دكان الناس..”، الذي طالما وصفه بأنه دكان “بلا دفوف.. وبلا سوارت…”.
وفي مبادرة للعرفان كانت إحدى المقالات لرفع ومداراة الجحود الذي لقيه أبو الصواب بعد رحيله أشارت إلى أنه “منذ أن وافته المنية سنة 1995 على إثر حادثة سير لم تكن هناك التفاتة لعائلة الراحل الفنان المراكشي والإذاعي المتميز مبدع برنامج “دكان الناس” حتى من أصدقائه، وكأن المرحوم سقط من ذاكرة المراكشيين والمغاربة على حد سواء.
وبعد مرور 25 سنة على رحيله، كان لموقع (الجديد نيوز) بادرة العرفان البسيطة هاته، ضمن ركن(في الذاكرة)، لنفض الغبار عن الفنان والإذاعي “محمد أبوالصواب”، ف “قليلون الذين ينبشون في ذاكرة الاعتراف برجل يظل بحق الفنان الظاهرة حتى حينما كان تلميذا بثانوية محمد الخامس باب اغمات التي أنجبت مجموعة من الأسماء الفنية والرياضية ومشاهير المسرح والإعلام”، كما يصفه كتاب مراكش وصحافيوها.
البريد الالكتروني:
Aljadidnews.oussama2020@gmail.com
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…