‫الرئيسية‬ فن وثقافة في الذاكرة.. عبد الصمد الكنفاوي أو عندما يصبح المسرح وسيلة لفضح فساد الإدارة واستغلال النفوذ والرشوة (2/1)
فن وثقافة - مسرح - 12 مايو 2020

في الذاكرة.. عبد الصمد الكنفاوي أو عندما يصبح المسرح وسيلة لفضح فساد الإدارة واستغلال النفوذ والرشوة (2/1)

 

الجديد نيوز: إعداد أسامة بيطار

يعتبر المثير من الدارسين أن “المسرح المغربي رأى النور بفضل الشغف والعشق الذي سكن قلوب مجموعة من الفنانين والمبدعين ، ومن ضمنهم الراحل عبد الصمد الكنفاوي، أحد رواد المسرح بالمغرب، ومكون الجيل الأول من المسرحيين والمبدعين المغاربة”.

ولد عبد الصمد الكنفاوي يوم 13 أبريل 1928 بالعرائش، ونشأ في كنف جده في حي القصبة، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في الكتاب ثم التحق بمدرسة فرنسية قرب البيت، فاجتاز المرحلة الابتدائية والثانوية بامتياز مما خول له الالتحاق “بكوليج” مولاي يوسف بالرباط.

الكنفاوي ضمن وفد حكومي مغربي بالصين الشعبية
الكنفاوي ضمن وفد حكومي مغربي بالصين الشعبية

وبهذه الثانوية حاز على شهادة الباكالوريا في العام 1951 قبل أن يستكمل دراسته الجامعية في شعبة القانون.
وعمل عبد الصمد في أول حياته كقيم على مكتبة، وبدأت ترتقي تطلعاته وتبرز مواهبه الفنية في التأليف والتمثيل. وهذا ما ساعد الكنفاوي على الالتحاق بالمعمورة للاستفادة من التداريب التي سهر عليها فرنسيون مثل “نوران” و”لوكا” اللذين أعجبا به وبموهبته واحتضناه؛ وهو ما جعل منه أول مدير لفرقة التمثيل التي مثلت المغرب سنة 1956 في مهرجان الأمم بباريس وحصلت على الجائزة الثانية.

يوضح الباحث المسرحي عبد المولى الزياتي أن هذا التتويج لم يرض طموح الفنان عبد الصمد الكنفاوي، فاشتغل بالسلك الدبلوماسي ببوردو، فالتقى بالصحفية “دانييل” التي أصبحت في ما بعد زوجته، ثم انتقل للعمل كدبلوماسي في موسكو، فكان هاجس المسرح مرافقا له مما مكنه من تفتق موهبته على المسرح الغربي وعلى مختلف وسائل التعبير الحر من كتاب وصحافة وتلفزة… مما أهله لتكثيف نشاطه على مستوى الكتابة وتنظيم المهرجانات الوطنية للهواة سنوات 72/73/74، فسمي رائد الحركة المسرحية بالمغرب، كما اعتبر من المؤسسين الأوائل لفن المسرح بالمغرب من حيث الترجمة والتأليف والاقتباس.

عبد الصمد الكنفاوي بفرنسا في الخمسينيات
عبد الصمد الكنفاوي بفرنسا في الخمسينيات

التحق في العام 1953 بمصلحة الشباب والرياضة كمنشط بورشات التدريب والتكوين المسرحية التي كان ينظمها مركز “الفلين” بغابة المعمورة بالقرب من الرباط.

وبالموازاة مع نشاطه التكويني الذي كان يباشره إلى جانب الطاهر واعزيز والفرنسيين أندريه فوازين وشارل نوغ، اشتغل الكنفاوي قيما على مكتبة المركز، وهو ما أتاح له تعميق مداركه في المجالات التي كان مهتما بها ولاسيما الثقافة الفنية والمسرحية.

وحمل العمل المسرحي الأول الذي أنتجه الكنفاوي اسم “الشطابة”، تلته أعمال أخرى مستوحاة من أعمال الكاتب المسرحي الفرنسي موليير، وعرضت مختلف هذه الأعمال بالمغرب وباريس غداة حصول المملكة على استقلالها في العام 1956.

الكنفاوي عندما كان إطارا ب CNSS
الكنفاوي عندما كان إطارا ب CNSS

كتب الكنفاوي العديد من النصوص المسرحية، من ضمنها عمله الفني المعروف باسم “بوكتف”، و”مولا نوبة” و “السي التاقي” و”سلطان الطلبة”.

كما انتقل إلى العمل المسرحي الإرتجالي من خلال نصه الذي يحمل عنوان “الارتجال على اللحية الزرقاء”، الذي قدم فيه رؤى متعلقة بالمشاهد المسرحية توفر هامشا للعب الإرتجالي على الخشبة.
ويضيف الباحث المسرحي ذاته: “لقد اهتم الكنفاوي بتأليف العديد من المسرحيات من أهمها: مسرحية (بوكتف) التي ساهمت في فضح وتعرية الواقع المغربي بمختلف شرائحه الاجتماعية

عبد الصمد الكنفاوي بموسكو
عبد الصمد الكنفاوي بموسكو

والاقتصادية والسياسية؛ ومسرحية (مولا نوبة) التي مثلت صورة حية للحياة بالإدارة المغربية وما تعرفه من تدهور واستغلال النفوذ والرشوة، وطرحت ما يتعرض له المواطنون من ابتزاز بطريقة كاريكاتورية فجاءت صورة ناطقة معبرة تعكس ذاتية المؤلف، ومعايشته كمسؤول بالعديد من الإدارات مكنته من رسم شخوصه بدقة في كل أعماله المسرحية”.

التعليقات على في الذاكرة.. عبد الصمد الكنفاوي أو عندما يصبح المسرح وسيلة لفضح فساد الإدارة واستغلال النفوذ والرشوة (2/1) مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول

تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…