في الذاكرة.. الحسين السلاوي فنان شعبي صور للمغاربة تفاصيل معيشتهم (3/1)
الجديد نيوز: إعداد أسامة بيطار
Aljadidnews.oussama2020@gmail.com
كون نفسه بنفسه.. صعد سلم النجاح درجة درجة حتى نال عن جدارة واستحقاق لقب رائد الأغنية المغربية، كما أطلقت عليه الشركة المنتجة لأعماله أمير الأغنية العربية.
أقسم الفنان الراحل الحسين السلاوي منذ طفولته على احتراف الفن غناء، تلحينا وتمثيلا. وقد نجح بالفعل في تحقيق حلمه، لكن هذا النجاح هو الذي سيقوده بشكل غير مباشر الى قبره.
سيرته كما جاءت على لسان نجله الوحيد الفنان محمد السلاوي تتضمن الكثير من التفاصيل الدقيقة للأحداث التي عاشها الحسين السلاوي، الذي اعتبر قتلة فنية مغربية خالصة.
فقد كانت طفولة الحسين السلاوي مميزة ومليئة بالأحداث، عاش مواقف أكبر من سنه بكثير. توفي والده سنة 1923 عندما كان عمره سنتين فقط، فتجرع مرارة اليتم منذ صغره، وبعد ذلك بثلات سنوات فقد أخاه الأكبر عبد الله البالغ من العمر 14 سنة في تظاهرة وطنية، ليغدو الحسين الابن الوحيد وسط ثلاث أخوات هن: زهرة، فاطمة وأمينة، وبهذه الأحداث أصبح قرة عين والدته عائشة الرباطية على اعتباره رجل حياتها وسندها في المستقبل.
بدأ الحسين السلاوي حياته الدراسية في «المسيد» وهناك أبان على شغبه، كما يقول ابنه محمد، حيث أخذ يغني القرآن الكريم عوض تجويده مما آثار غضب الفقيه الذي اشتكى من تصرفاته إلى والدته، لكن الحسين الطفل لم يكترث لرد فعل الفقيه فأعاد الكرة ثانية وثالثة، إلى درجة أن زملاءه في الكتاب أخذوا يقلدونه، وكنتيجة لذلك قرر الفقيه طرده بصفة نهائية من كتابه حتى لا تنفلت الأمور من بين يديه.
استاءت عائشة من تصرفات طفلها المشاغب الذي ضيع فرصة التعلم، فذهبت به إلى أحد «المعلمية» المتخصص في خياطة الجلباب التقليدي حتى يتعلم حرفة تكون مصدر رزقه في المستقبل، وبعد أن كلفه المعلم بمهمة صناعة «البرشمان» اكتشف هذا الأخير أن كمية «البرشمان» أخذت تنقص بشكل دائم، وبعد أن أجرى تحرياته علم أن الحسين يستعمل «البرشمان» كأوتار لآلته الوترية التي اعتمد في صنعها على آنية من الحديد وعصا خشبية، وكانت النتيجة أن طرده المعلم مستغنيا عن خدماته.
هروب من بيت العائلة
كانت بداية علاقته بالفن تعود إلى سنوات الطفولة، حيث كان قراره حاسما في اختيار هذا التوجه، وذلك بعد أن توطدت علاقته بالعود، وفي سن الثامنة أعلن حبه وعشقه للفن، فبدأ يرحل خارج أسوار مدينته سلا قاصدا الرباط للتنقل من حلقة إلى حلقة، وكثيرا ما توقف عند حلقة “مولاي بويه” الذي كان يعتبر وقتها أستاذا في المونولوجات وحلقة “بوجمعة الفروج” الموهبة العالية في العزف والتمثيل، ويحفظ كل ما يردده هذان الفنانان، وقد كان حلمه آنذاك أن يمتلك آلة عزف، ولذلك اقترح على بوجمعة أن يشتغل معه مقابل أن يعطيه «الكنبري». ولما اكتشف فيه موهبة وحبا كبيرا لهذه الحرفة ضمه إلى حلقته ليصبح ثالث مولاي بويه وبوجمعة. هذا الأخير وقبل أن يرحل إلى مدينته مراكش بسبب حالته الصحية المتدهورة قدم للحسين أغلى ما كان يملك، حيث أهداه «السداسي» وهو «كنبري» صغير الحجم اعترافا منه بموهبة هذا الطفل الفنان، ليصبح والدي شريك “مولاي بويه” في الحلقة وعمره لم يتجاوز 12 سنة.
كانت هذه أولى خطواته نحو تحقيق مشروعه الكبير في أن يصبح أكبر «حلايقي» أي فنان مسرحي.
رفضت أسرته، خاصة والدته، الفكرة في البداية، ولذلك هرب من البيت خوفا من ردة فعلها، ما دفع الوالدة التي كانت تتمنى أن تراه فقيها إلى تقبل اختياره رغم أنفها. ولكن بعد أن مدها هذا الابن العنيد بمبلغ مالي محترم تأكيدا منه على أنه أصبح رجلا يمكنها الاعتماد عليه في مصروف البيت أعلنت رضاها التام على قراره.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…