في الذاكرة.. العربي الدغمي فنان متعدد المواهب عاش شامخا ومات كريما
الجديد نيوز: إعداد أسامة بيطار
ازداد العربي الدغمي سنة 1931، وألحقه والده بالكتاب، وتمكن من حفظ القرآن عن ظهر قلب بفضل تتلمذه على يد عدد من الأساتذة الذين بصموا حياته، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية المحمدية، ومنها إلى مجموعة مدارس محمد الخامس بالرباط، حيث تابع دراسته الثانوية، وكان يقوم في نفس الوقت بدور أستاذ مساعد، قبل أن يصبح أستاذا.
برزت موهبة العربي الدغمي في التمثيل عندما كان يقلد زملاءه الأساتذة الذين شجعوه كثيرا على ولوج عالم الفن، ليلتحق بذلك سنة 1948 بمدرسة المعمورة من أجل احتراف التمثيل مع فرقة المسرح المغربي برئاسة المرحوم عبد الكريم الفلوس، وفي سنة 1952 التحق العربي الدغمي بمعهد الأبحاث المسرحية تحت إشراف الفرنسي “أندري فوزان”.
وفي سنة 1953 تكونت فرقة المسرح المغربي بفضل الأشخاص أنفسهم، إضافة إلى الطيب الصديقي، الطيب لعلج ومحمد عفيفي.
ويعتبر الفنان الراحل العربي الدغمي اسما فنيا ووجها تلفزيونيا غير مسبوق، حيث يعد واحدا من الذين أسسوا لتجربة المسرح الإذاعي بالمغرب.
ولج هذا الميدان عن طريق ممارسته المسرحية في إطار فرق هاوية منتصف الأربعينيات بالرباط، وقضى العربي الدغمي أكثر من ثلاثة عقود كصوت تمثيلي بالإذاعة الوطنية، وهو في نفس الوقت مؤلف ومخرج للإذاعة الوطنية، إلى جانب إصراره على أن يكون حاضرا وبقوة على الركح في المسرح التلفزيوني، خاصة عندما كانت فرقة التمثيل بدار الإذاعة والتلفزة المغربية تنتج للإذاعة أعمالا يومية وتقدم للتلفزة إنتاجات درامية أسبوعية حين كان التلفزيون بالمباشر بمشاركته كبطل أول لا ينازعه في ذلك أحد.
للعربي الدغمي تجربة طويلة على خشبة المسرح وخاصة من خلال الأعمال المسرحية التي وقع عليها الإعلامي والفنان الأستاذ الراحل عبد الله شقرون، وفيما بعد مع فرقة المعمورة الشهيرة إلى حدود منتصف الثمانينيات، بالإضافة إلى حضوره القوي والمتميز كممثل كبير يتقن التشخيص بالفصحى والدارجة في مجموعة من المسرحيات الاستعراضية التي واكبت الكثير من الأحداث التاريخية والوطنية، مع الفنان والمخرج الراحل الطيب الصديقي.
لم يكتف الفنان الراحل العربي الدغمي بالتشخيص والتأليف المسرحي، بل كان أيضا وجها سينمائيا معروفا بصم بدايات السينما المغربية بحضوره البارز فيها، عبر مشاركته في أفلام مغربية وأعمال سينمائية عالمية والتي وضع مخرجوها ثقتهم فيه إلى جانب ممثلين عالميين كبار، ولما لا، والعربي الدغمي هو من طينة الفنانين الكبار، وسيظل ذلك الممثل الصلب المناضل والمكافح الذي لن يتكرر.
ولعل من أبرز أعمال الراحل العربي الدغمي السينمائية، التي ظلت راسخة في ذاكرة المشاهد والنقاد والمتتبعين المهتمين، الأعمال التي لعب من خلالها أدوارا مختلفة كما في أفلام: “عندما يثمر النخيل” و”الصمت اتجاه ممنوع” و”عرس الدم” و”بامو” و”حلاق درب الفقراء” و”قفطان الحب” و”إبراهيم ياش” الذي قام فيه بدور البطولة، حيث جسد في هذا العمل الذي ألفه وأخرجه نبيل الحلو، دور موظف متقاعد يدعى “إبراهيم” ظل ينتظر وصول ملف تسوية المعاش، ويقضي سنتين في تصحيح اسمه للحصول على الوثائق اللازمة للاستفادة من المعاش.
كانت آخر أعمال الراحل العربي الدغمي الذي يعد أحد عمالقة الفن المغربي، فيلم “معركة الملوك الثلاثة” للمخرج سهيل بن بركة، حيث شارك في هذا العمل السينمائي إلى جانب أكثر من ثلاثين ممثلا ينتمون إلى دول مختلفة، استفاد كثيرا من تجربتهم السينمائية.
وبصم الفنان الراحل العربي الدغمي خلال مساره الفني المتألق الحافل بالعطاء والإبداع، على أعمال فنية متنوعة للتلفزيون والمسرح والسينما المغربية والعالمية، أثرت الرصيد الإبداعي الوطني، فقد قدم الراحل للإذاعة حوالي 300 عمل إذاعي مع فرقة الإذاعة للتمثيل، حيث عشق المستمعون صوت العربي عبر أمواج الأثير وافتتنوا وأعجبوا بالأدوار التي كان يتألق في تقمصها وأدائها بموهبة فنية فذة قل مثيلها في تلك الفترة من بدايات العمل الفني بالمغرب، ومن بين الفنانين الرواد الذين شاركوه هذه الأعمال، الفنانون حمادي التونسي وحبيبة المذكوري والهاشمي بنعمر وأمينة رشيد.
وبعد مسار حافل أسلم الفنان العربي الدغمي الروح لبترئها، حيث توفي في شهر أكتوبر من العام 1994، وقد عانى من أمراض عديدة كمرض القلب والكلي والسكري، والذين زاروه بمستشفى ابن سينا يتذكرون جيدا رقم الغرفة 329، التي كان يتعافى بها.. فقد عاش شهما ومات شامخا يقول عنه أصدقاؤه وأقرباؤه أنه طيلة مرضه “لم ينشر بيانا يطلب فيه المساعدة ولم يبك أمام الكاميرا ليستدرج عطف أحد”.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…