‫الرئيسية‬ منوعات فلاش باك تراجيديا.. الموت في زمن “كورونا”
فلاش باك - 28 أبريل 2020

تراجيديا.. الموت في زمن “كورونا”

بقلم: عبد الله النملي

” الحب في زمن الكوليرا” رواية نشرت باللغة الإسبانية عام 1985 للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل.

أما اليوم، فنحن نعيش في رواية أخرى هي “الموت في زمن “كورونا” “، حيث يضطر أكثر من 02 مليار إنسان، إلى المكوث في منازلهم حول العالم، تحوطا من انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي يفتك بكثير من البشر على مستوى العالم، ولا يعلم أحد متى تنتهي هذه الكارثة. فما الذي يعنيه الموت في زمن “كورونا”؟

الموت في زمن “كورونا” يعني انتصار الفيروس على العلم والطب.. !
الموت في زمن “كورونا” يعني رحيل صامت يقطع الأنفاس.. عائلات تودع أحبابها بلا سند أو مواساة لتواجه منفردة مصيبة الموت.. !

الموت في زمن “كورونا” يعني أن يفقد المرء أقاربا وأحبابا، وتكون أقصى أمانيه رسم قبلة على جبين الفقيد، لكنه لا يستطيع لذلك سبيلا. ويحدث أن يرغب الجار في الانضمام إلى جاره لعناقه ومشاركته أحزانه، لكن شعورا بالعجز يتملكه ليكتفي بالنظر إليه من نافذة البيت ويستسلم للتوجع في خلوته.. !

الموت في زمن “كورونا” يعني إجازة عدم غسل الجثة؛ على الطريقة الإسلامية المعتادة، لأن عملية الغسل تشكل خطرا على الأشخاص المكلفين بإعداد الجثث، وتتسبب في تفشي الوباء الفتاك.. !
الموت في زمن “كورونا” رحلة من دون صلاة بالمسجد، في جنازة بلا مشيعين نحو المدافن، بدون أقارب، ولا أصدقاء، و بلا عزاء.. !

الموت في زمن “كورونا” ينتهي بتلقي التعازي عن بعد، عبر الهاتف، أو من خلال الرسائل النصية عبر “الواتساب” أو وسائل التواصل.. !
الموت في زمن “كورونا” ينتهي بحضور الأهل والأقارب وبعدد محدد.. !
الموت في زمن “كورونا” ينتهي بمنع الولائم والبذخ ونصب خيام العزاء.. !
الموت في زمن “كورونا” يعني حجرا صحيا على أهل الميت وقيودا على عائلته.. !

تخيل، لا قدر الله، أن تفقد عزيزا عليك دون أن تحظى بفرصة توديعه رغم أنك تعيش في المدينة ذاتها !
تخيل ألا تستطيع الصلاة عليه بالمسجد أو إقامة مجلس عزاء.. !
تخيل أن تقف بعيدا مرتديا قفازين وكمامة وأنت تودعه لمثواه الأخير.. !

تخيل أن يفرض عليك بعدها عزل نفسك عن الآخرين تجنبا لاحتمال نقل الفيروس الذي قتل شخصا عزيزا وقريبا منك، فتتحول مصيبتك إلى مصدر قلق وخوف على من حولك.. !

وبعزاء أو بدونه، تبقى ذكرى موتانا طيبة في النفوس والقلوب ولن تمحيها السنين. أما الجائحة فهي زائلة بإذن الله لا محالة !

التعليقات على تراجيديا.. الموت في زمن “كورونا” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول

تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…