حول الغاز والنفط والرفاهية …..

الجديدنيوز  : أحمد بلعيد

يتساءل الشارع االمغربي عن النفط والغاز ،وعن السر في الأخبار التي تتحفنا بها الصحافة الوطنية كل مرة حول اكتشاف كميات مهمة من الغاز والنفط في اماكن متفرقة .
والحقيقة أن أحزمة الفقر لازالت تتمدد، والقدرة الشرائية منخفضة ، والتعليم والصحة ليسا على مايرام .

*شركات عالمية وميزانيات ضخمة للتنقيب عن البترول والغاز

أكدت معطيات رسمية أن المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط بانخراط 15 شركة عالمية في البحث عن البترول والغاز في المناطق البرية والبحرية للمملكة.
وأوضحت أسبوعية “الأيام” أن هذه الشركات تتوفر على 34 رخصة للتنقيب في اليابسة و34 رخصة بالبحر و7 رخص استغلال، ما يعني أن السنوات الأخيرة تمثل أكبر مجهود استكشافي في تاريخ المغرب، حيث تراهن الدولة على اكتشافات مهمة في مجال الهيدروكاربورات، وهو ما يبرر صرف ما يناهز 28 مليار درهم في الـ20 سنة الأخيرة في مجال التنقيب، والنتيجة وجود مؤشرات تقول الجهات الرسمية أنها إيجابية.
وقالت الأسبوعية أنه رغم المخاوف والشكوك، غير أن بلاغ أمينة بنخضرة يفتح الأمل بحذر مادامت تؤكد أن الدراسات التي تم القيام بها في الأحواض الرسوبية للمغرب تنبئ بوجود العديد من الأنظمة البترولية التي تساعد على تراكم الهيدروكاربورات.

وأضاف المصدر أن مجلس الطاقة العالمي أشار إلى أن الاحتياطات المؤكدة من الصخور النفطية في المغرب قدرت سنة 2013 بنحو 53 مليار برميل.

وفي حوار صحفي مع أمينة بنخضرة، مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات، قالت الأخيرة أن المغرب سبق أن اكتشف الغاز بمنطقة “مسقالة” بحوض الصويرة، وبفضل غازه يتم تزويد معامل المكتب الشريف للفوسفاط، وزادت: “وفي المنطقة نفسها تم اكتشاف بئرين بسيدي المختار، كما تم اكتشاف كميات متواضعة تزود الصناعات المحلية الموجودة بالمنطقة، كما تم اكتشاف بئرين للغاز بمنطقة تندرارا؛ في حين أن مجموعة من الآبار في عرض السواحل الأطلسية أظهرت مؤشرات أن فيها غازا ونفطا”.

*معطيات معززة بارقام لشركة ،،ساوندي انيرجي،،

وبالرجوع الى الموقع الرسمي لشركة ساوندي انيرجي البريطانية المكلفة بالتنقيب ،نجد جردا لأهم أشغال الحفر والتنقيب منذ سنة 2016وهو كالتالي:

(في عام 2016 ، تم حفر أول بئر تيندرارا ، TE-6 ، على عمق رأسي محسوب بلغ 2،665 متر ، واجه بنجاح حوالي 28 مترًا من صافي مدفوعات الغاز في خزان TAGI. تم الوصول إلى معدل التدفق قبل التحفيز وبعد الوصول إلى التحفيز ، تم الوصول إلى معدل 17 مليون قدم مكعب في اليوم. وكان هذا المعدل التجاري للغاية أعلى بكثير من التوقعات الأولية. البئر الثاني (TE-7): تم بنجاح حفر بئر Tendrara الثاني للشركة (TE-7) بنجاح إلى عمق إجمالي يبلغ 3459 مترًا ، وهو ما يعادل عمق رأسي يبلغ 2611 مترًا. يبلغ طول التلامس TE-7 من خلال خزان TAGI حوالي 837 مترًا ، بما في ذلك قسم شبه أفقي يبلغ 700 متر. تم الوصول إلى معدل تدفق الغاز ، بعد التحفيز والتنظيف ، بمقدار 32 مليون قدم مكعب في اليوم. وكان هذا المعدل أعلى بكثير من توقعات الشركة قبل الحفر. في يناير 2017 ، تم الانتهاء من اختبار البئر الممتد الناجح. تتماشى نتائج الاختبارات الممتدة مع تقديرات الشركة وتؤكد قابلية التسليم الجيدة لخزان TAGI ومفهوم البئر الأفقي ورؤية الشركة للإمكانات الكبيرة لهذا المجال. البئر الثالث (TE-8): بدأ الحفر في هذا البئر في 19 فبراير 2017 وانتهى في أبريل 2017 بعروض الغاز في خزان TAGI والباليوزويك الأعمق. كان بئر استكشاف / تقييم على بعد حوالي 12 كم شمال شرق TE-7. البئر الرابع: (TE-9) بدأ الحفر في أكتوبر 2018 واكتمل في نوفمبر 2018. تم حفر البئر حتى عمق إجمالي يبلغ 2925 مترًا واخترق الهدف الرئيسي لـ TAGI والهدف الباليوزية الثانوية. البئر الخامس: (TE-10) بدأ الحفر واكتمل في ديسمبر 2018. تم حفر البئر حتى عمق إجمالي يبلغ 2218 مترًا واخترق الهدف الرئيسي لـ TAGI الذي واجه انبعاثات غازات عالية أثناء الحفر و استرداد الغاز من السطح من MDT. لم يصل البئر إلى التدفقات التجارية بعد اختبار البئر المحفّز الذي أجري مع شريك Sound Energy شلمبرجير في مايو 2019)
من خلال هذ المعطى تتضح كثافة الاشغال وجديتها حيث تم حفر خمسة آبار على عمق فاق 3000متر، منذ سنة 2016 الى سنة 2019، والنتائج كلها كانت جيدة .

وصرحت أمينة بنخضرة في مراكش في فبراير 2019 أنه تم حتى الآن، منح 70 رخصة للتنقيب و10 امتيازات استغلال لشركات النفط والغاز العالمية. لافتة أن المغرب يتوفر على إمكانيات هائلة غير مكتشفة بما فيه الكفاية.

*الشارع المغربي ينتظر بلهفة كبيرة تحول المغرب الى بلد نفطي

غداة اعتلاء محمد السادس سدة الحكم سنة1999 انتشر خبر العثور على النفط في منطقة تالسينت وبالظبط يوم23 غشت سنة2000، وهللت الصحف الوطنية بدخول المغرب الى نادي الدول النفطية ، وبقي لغز تالسينت الى اليوم .
ورغم تخصيص الدولة لميزانيات ضخمة للتنقيب والحفر ،ورغم وعود الشركات المكلفة بالتنقيب بان كميات هائلة من الغاز والبترول تحتضنها جبال وسواحل المغرب ،فإنه لاشيئ رسمي يؤكد بداية الاستغلال بعد كل هذه السنوات من التنقيب باستثناء ان شركة ساوندي طلبت

موافقة وزارة الطاقة والمعادن والبيئة من أجل الشروع في تقييم الأثر البيئي لخط أنبوب الغاز الممتد على مسافة 120 كيلومترا، حيث سيربط البئر الخامسة في حقل “تندرارا” للغاز الطبيعي مع أنبوب الغاز الأوروبي-المغاربي.
وحسب ما أعلنت عنه الشركة المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز، فإن خط الأنابيب المرتقب في الجهة الشرقية، إن وافقت الوزارة على المشروع، سيعبر منطقة “معتركة” الواقعة في الحيز الترابي لإقليم فكيك، وسيمرّ أيضا عبر الجماعة القروية “مريجة” التابعة لإقليم جرادة؛ وهو ما من شأنه تسويق الغاز المغربي في الأسواق الأوروبية.

أنبوب الغاز المزمع تشييده سيربط مصنعا متطورا لمعالجة الغاز بالقرب من منطقة “تندرارا” شرق المملكة، إذ سيُسهِّلُ عملية تصدير الغاز من بئر “تندرارا” إلى أوروبا، حيث أوضح العملاق البريطاني أن عملية دراسة الأثر البيئي للمحطة تسير على نحو جيد.

وفعلا حصلت شركة ساوند إنرجي البريطانية المتخصصة في أعمال التنقيب عن النفط والغاز على الضوء الأخضر من الحكومة المغربية ممثلة في وزارة الطاقة والمعادن والبيئة للشروع في عملية تقييم الأثر البيئي الخاصة بمشروع بناء وتشغيل خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي يمتد على مسافة 120 كيلومترا ويصل قطره إلى 508 ملم، والذي سينقل الغاز المستخرج من حقل تندرارة” بشرق المملكة إلى أنبوب الغاز الأوروبي – المغاربي.

وأفادت الشركة في بيان عممته على وسائل الإعلام أن وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة صادقت على دراسة الأثر البيئي لمشروع خط الأنابيب المقترح والذي سيربط بين محطة لمعالجة وضغط الغاز الطبيعي المستخرج من الحقل المذكور و أنبوب الغاز الأوروبي – المغاربي “MEG” الذي يصل بين حقول الغاز الطبيعي في الجزائر مرورا عبر المغرب ووصولا إلى جنوب أوروبا.
وأوضحت الشركة أن خط الأنابيب المقترح في حال الموافقة عليه بشكل نهائي سيمر عبر جماعة “معتركة” بإقليم فكيك و جماعة “مريجة” بإقليم جرادة قبل الاندماج مع خط الأنابيب المغاربي – الأوروبي، مشيرة أن اجتماعا أوليا عقدته الشركة مع اللجنة الوطنية التابعة لوزارة الطاقة والمعادن والبيئة في العاشر من أكتوبر 2019 لتقييم دراسة الأثر البيئي لمحطة المعالجة المقترحة على أن ينعقد اجتماع ثان للجنة، في حال الموافقة النهائية للوزارة على المشروع، يوم 28 يناير الجاري.
وأكدت الشركة أنها حاليا تجري مفاوضات مع ممثلين عن وزارة الداخلية للحصول على حقوق في هذا المشروع من خلال عقد إيجار طويل الأمد يهم ممرا بعرض 50 مترا على طول خط أنابيب “تندرارة” لتصدير الغاز، و الذي سيمتد على مسافة 120 كيلومترا، مضيفة أن المفاوضات بخصوص اتفاق بيع الغاز متواصلة، حيث جرى التوقيع على تعديل مذكرة تفاهم مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بشأن بيع الغاز الطبيعي المحصل من امتياز استغلال تندرارة في 29 أكتوبر 2019 من أجل تمديد فترة مفاوضات اتفاق بيع الغاز النهائي لغاية 31 مارس المقبل.
وتتناول مذكرة التفاهم الشروط والأحكام الرئيسية لعقد بيع الغاز الطبيعي من شركة ساوند إنرجي إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بهدف تزويد محطات توليد الكهرباء الخاصة به.
ويطمح المغرب من خلال هذا المشروع تصدير الغاز الطبيعي المستخرج من حقل “تندرارة” بمنطقة الشرق إلى الأسواق الأوروبية وأيضا خفض نسبة التبعية الطاقية لدول الجوار وكبح معدلات الاستيراد التي بلغت مستويات قياسية في السنوات الأخيرة.
ويبلغ القسم المغربي من خط الأنابيب المغاربي الأوروبي حوالي 522 كيلومترا من مجموع 1620 كيلومترا تتوزع على خمسة أقسام بكل من الجزائر والمغرب وإسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى قسم بحري يقطع مضيق جبل طارق بطول 45 كيلومتر.

*المغرب ليس بلدا غنيا ولايتوفر على بترول:

أوضح العثماني خلال لقاء جهوي لحزب العدالة والتنمية حول الزيادات الاخيرة في الاجور محاولا تبرير هزالة الزيادة اب الاخيرة في الأجور أن “المغرب ليس بلدا غنيا ولا يتوفر على بترول أو غاز، بل فقط القليل من الفوسفاط، ومع ذلك حقق نتائج متقدمة جدا في مؤشر البنك الدولي لمناخ الأعمال دوينغ بيزنس، حيث استطاع أن يحصل على الرتبة 60 عالميا وسيصل إلى الخمسين عالميا في التصنيف المقبل”.
هذاالتصريح ولو أنه صادر عن العثماني بصفته أمين عام البيجيدي وفي لقاء حزبي ،ولكن ذلك لن يعفيه من كونه رئيس الحكومة والعارف بخبايا الأمور . لذلك لابد له ،من باب التحفظ فيما يخص الموضوع، عدم التسرع في الكلام والاكتفاء بماقل ودل.

وتبقى الآمال والأماني معلقة الى حين ، في انتظار الشهور المقبلة وفي انتظار المزيد من البلاغات للشركات المكلفة بالبحث والتنقيب ، شهور تفصلنا عن الشروع في استغلال غاز تندرارا عبر انبوب في اتجاه اوروبا هو قيد الدرس والتنفيذ حاليا