الإبتزاز الإلكتروني آفة العصر
الجديد نيوز
اعداد احمد بلعيد
تضاعفت الحيل والخدع لدى الكثيرين من الناس بسطوع نجم التكنولوجيا الحديثة في مجال التواصل والمعلومة عبر العالم ، مماسهل على الخبثاء الصيد في المياه العكر ة ،عوض استغلال كل ذلك لصالح الترفيه عن النفس والحصول على جرعة من جودة الحياة.
فتحت الشبكة العنكبوتية للبشرية ابوابا من حرية التصرف المطلقة يصعب التحكم فيها ، ومنحتهم كل سبل السباحة مع أو ضد التيار .
كل ذلك وضع تشريعات الدول والأمم امام تحديات كبيرة .
إن الثورة التكنولوجية في عالم الاتصال التي عرفتها البشرية في العقود الثلاثة الأخيرة أحدثت قطيعة مع الماضي القريب وقلبت كل الموازين لصالح (عولمة الكون ) حتى أصبحنا نعيش في قرية صغيرة ،تصلنا كل تفاصيلها الصغيرة عبر الدبدبات والألياف البصرية العابرة للمحيطات.ومن بين نتائج هذاالمد االتكنولوجي مايعرف بالنصب عبر الانترنيت او الإبتزاز الإلكتروني.
ويعرف “الابتزاز الإلكتروني” (Cyber-extortion) بأنه الحصول على مكاسب مادية أو معلومات من الأشخاص والشركات بالإكراه عن طريق التهديد بنشر أمور خاصة وبيانات سرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتصل صورك وبياناتك الشخصية إلى الشخص المبتز إما عن طريق اختراق الحسابات الشخصية مثل فيسبوك وإنستغرام، أو استعادة محتويات الهاتف الجوال بعد بيعه، أو من خلال الضحايا أنفسهم، الذين قد يرسلون صورهم وفيديوهات لهم في أوضاع غير لائقة إلى آخرين (صديق أو حبيب)، والذي يستغل بدوره ما يمتلكه من محتوى للتهديد والحصول على ما يريد.
ديسمبر/كانون الأول 2018، عثرت عائلة الشابة الهندية ألينا (22 عاماً) على جثة ابنتهم معلقة في سقف غرفتها، وكشفت تحقيقات الشرطة عن أن الفتاة قررت الانتحار بعد أن هددها شاب يسكن في نفس منطقتها بنشر فيديوهات لها لأنها رفضت الزواج منه.
تلك الجريمة المأساوية كان “الفيس بوك” سببا رئيسيا فيها، حيث تسببت في مقتل 3 أشخاص إذ نشبت خصومة ثأرية جديدة بقرية فاو بحري التابعة لمركز دشنا، بسبب خلاف ومشادة كلامية على صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، راح ضحيتها 3 أشخاص من العائلتين.
وتشير كمال إلى أن “مجتمعنا محافظ فكيف يمكن أن نلجأ لطلب المساعدة، لذلك نفضل محاولة التغلب على المشكلة بمفردنا. هذا ما حدث مع زميلتي وانتهى بها الحال باضطراب نفسي”.
من ناحيته، يسرد عبد السلام قطابش، أحد من تعرضوا للابتزاز، لـ”العربي الجديد”، كيف راسلته فتاة من رقم غريب وطلبت منه أن يعمل لديها في شركة تسويق عبر الإنترنت ومع الأيام قالت إنها معجبة به.
ويتابع قطابش “أرادت مني إرسال صورتي لها ففعلت وطلبت منها صورة لها أيضاً لكن تلك التي أرسلتها لي لم تكن صورتها الحقيقية. في إحدى المرات، فتحت التلفون وفوجئت وجن جنوني، لقد أرسلت لي صورتي عارياً وهددتني بنشرها إن لم أدفع 500 دولار”.
ضحايا كثر لايحصى عددهم جرفهم تيار الابتزاز الالكتروني بعد أن وقعو في الشبكة العنكبوتية بوعي او بدون وعي .
إن الابتزاز موجود في كافة أنحاء الوطن العربي , لكن يزيد في دولة معين و يقل في أخرى , كما انه يزيد في مدينة و يقل في أخرى , لهذا سنذكر أهم المدن في المغرب و التي تمارس ظاهرة الأرنكة أو الابتزاز الالكتروني , و سنذكر بعض التفاصيل الهامة عنها .
تعتبر مدينة واد زم في المغرب , من أكثر المدن المغربية التي تمارس جرائم الابتزاز , حيث يتحجج عدد كبير من الشباب فيها , ان الفقر هو السبب الرئيسي الذي دفعهم إلى ممارسة و احتراف الابتزاز الالكتروني .
حيث يقدر عدد المتورطين في قضايا ابتزاز قرابة الـ 5 آلاف شاب مغربي , و يذكر أن اغلب الشباب يستخدمون الحيل و الخدع , و برامج الكاميرا الوهمية , إلى الدرجة التي وصل عدد ضحايا الابتزاز لتلك المدينة , بمئات الآلاف من الأشخاص من الدول العربية .
و يتواجد عدد كبير جدا أيضا من الأشخاص , في منطقة إقليم خريبكة و يمارسون ذات الطرق و الخدع , في اصطياد الضحايا و جرهم إلى وحل الابتزاز , و يذكر أن عدد محلات الصرافة في تلك المدن وصلت إلى رقم كبير جدا , نظرا لكثرة التحويل الناتج عن الابتزاز .
و مع ذلك تكافح الشرطة المغربية ظاهرة الابتزاز في المغرب , و قد ألقت القبض على المئات من المتورطين في قضايا الابتزاز , و تم إحالتهم إلى المحاكمة .
و يجدر التنبيه أن عدد أفراد تلك العصابات قد تناقص بشكل كبير جدا , بسبب التشديد الأمني العالي , و بسبب الرقابة المالية على التحويلات , لهذا اغلب مجرمي الابتزاز , أصبح لديهم فوبيا الملاحقة الشرطية , التي ساهمت في تخفيف تلك الظاهرة , و تفكك عشرات العصابات .
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…