مشاهدات يكتبها ذ. حسن الرحيبي.. أولياء آسفي الصالحين
يكتبها: ذ. حسن الرحيبي
هذا الولي الصالح بمرتفع تلّ الخزف والمشرف بحضوره الوازن وهيبته الرّهيبة وشموخه المهيب على كل أرجاء حاضرة المحيط الأطلسي أو بحر الظلمات كما سماه اخوتنا العرب منذ القديم … لا أعرف اسمه ولا تاريخه.. ولكن أتذكر أنه أول ضريح تدخلني إليه خالتي فّيطنة بنت السكّاف غداة وصولي للمدينة الغنية جداً بمينائها الشهير عالمياً لإنتاجه وفرة لا مثيل لها من أسماك السردين على صعيد العالم كله.. في بداية خريف سنة 1969 منتقلاً إليها من ثانوية سيدي بنور المختلطة بكل أنواع الحرمان والبؤس رغم جدية أساتذتها مغاربة وفرنسيين : أتذكر الشعّالي والعيساوي والجعدي ومرزوگ ولشگر وعاصم والكراري والبيدوري ومادام شوفاردي وصولا مارك وطويل الذي كان يتحدث فرنسية خاصة به.. تأسفت لفراق أصحابي الذين قضيت معهم سنتين كاملتين انسجمنا خلالهما واكتسبنا ثقة بأنفسنا رغم صعوبة الظروف . إذ أن مؤازرتنا لبعضنا البعض هي التي مكنتنا من مواصلة السير في طريق ليس لنا فيها من سند سوى أهل يعانون بدورهم شظف العيش وبؤس ظروف الحياة..ننتظر إرسالهم لنا 50 سنتيماً مع بّارك العطّار يوم الثلاثاء قد تأتي وقد لا تأتي مما يحتم علينا التمسك بالصبر لمواجهة ظلم الحياة وظروفها الصعبة والقاسية . إذ كنّا نعجن وحدنا ونطبخ كل ما نصادفه من خشاش الأرض . ورغم ذلك كنا نحصل على نتائج لا بأس بها..
بآسفي بتنا بمنزل المرحوم المختار ولد السياري من أهل أيّير بالقصبة ثم لالة يامنة ببياضة وفي الصباح أدخلتي خالتي لهذا الضريح كي يساعدني على النجاح والعيش رغم انعدام أية موارد من الدولة ومسؤوليها مما يحتم علينا التمسك بأمل مساعدة الموتى حتى يصحو الأحياء من سكرات الاحتفالات الباذخة بالأعياد الوطنية وعزم مطربي مصر ومسؤولي الكون كله كي يأكلوا من أقواتنا البئيسة في إطار مبدأ “رزق قليل وطاحت فيه ذبّانة” ! وبالفعل أنجز ساكن الضريح القوي مهمته على أحسن وأكمل وجه : إذ صبرت ونجحت وعثرت على أعزّ أصدقاء سيدي بنّور من آل الغوّاص فواصلنا السير سويةً وتضامنّا واقتسمنا كل شيء بما في ذلك نصيب كل واحد منا من الجوع والعري والإحساس بالنقص والدونية والإصرار على المقاومة والصمود إلى آخر رمق..
والدليل على كل ما أقول : تواجدي بينكم كي أحكي لكم عن ملابسات المعركة الحياتية من أجل البقاء être sur le qui-vive وخططها وتكتيكاتها الاستراتيجية بعد انجلاء الغبار ومعرفة ما كان تحتنا آنذاك أفرسٌ أم حمار ؟
رحم الله سي محمد ولد سيدي عبقادر من اولاد سيدي فارس فقد كان أيضاً من جنود الخفاء الأشاوس والشجعان الصّامدين.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…