جبهة القوى تستعد لخوض غمار الانتخابات المقبلة وتؤكد على تجديد الخطاب والانفتاح على الشباب

في اجتماع وصف بالحاسم، ناقش المكتب السياسي لحزب جبهة القوى الديمقراطية آخر تطورات الساحة السياسية الوطنية، مع التركيز بشكل خاص على الاستعدادات الجارية لخوض الانتخابات المقبلة، وسط دعوات داخلية لتجديد الخطاب السياسي والانفتاح على الكفاءات الشابة كخيار استراتيجي.

وأكد الأمين العام للحزب، المصطفى بنعلي، خلال الاجتماع، أن الانتخابات القادمة “ليست فقط استحقاقًا ديمقراطيًا، بل فرصة حقيقية لإعادة بناء جسور الثقة مع المواطن المغربي، الذي ينتظر من الفاعلين السياسيين أجوبة صريحة عن تحديات التشغيل، العدالة المجالية، والكرامة الاجتماعية”.

وفي تصريح للجريدة، قال عضو المكتب السياسي، عبد الرحيم الكريني، إن الحزب يستعد للانتخابات المقبلة بـ”تصور استراتيجي جديد يزاوج بين تجديد النخب وتطوير البرنامج السياسي، مع التركيز على الفئات المهمشة من شباب وأطر في المدن الصغرى والبوادي”. وأضاف أن “جبهة القوى الديمقراطية تعي تمامًا حجم التحول الذي تعرفه الخريطة السياسية، وتسعى لأن تكون طرفًا فاعلًا في رسم معالم مغرب جديد، قائم على التوازن والعدالة الاجتماعية”.
ورغم التحديات التي تواجه الأحزاب ذات التمثيل المحدود، تراهن جبهة القوى الديمقراطية على عامل القرب من المواطن، ورصيدها في النضال من أجل قضايا العدالة الاجتماعية، لتعزيز موقعها داخل المشهد الانتخابي. كما يُنتظر أن تستفيد من موجة التراجع التي تعرفها بعض الأحزاب التقليدية، والتي تعاني من أزمة ثقة وإشكاليات داخلية أثرت على أدائها الميداني.

ويرى مراقبون أن الحزب مطالب خلال هذه المرحلة ببلورة عرض سياسي جريء يلامس انشغالات المواطنين، ويتجاوز الخطاب العمومي الفضفاض، كما أنه بحاجة إلى استثمار الفضاء الرقمي في حملاته الانتخابية، لضمان وصول أوسع للرسالة الحزبية.

واختُتم اجتماع المكتب السياسي لحزب “الزيتونة” بالدعوة إلى ضرورة توفير شروط التنافس النزيه والشفاف خلال الانتخابات المقبلة، مع التأكيد على أن تحقيق إصلاح سياسي حقيقي يمر عبر صناديق الاقتراع، ومن خلال مشاركة فعلية وواعية من طرف المواطنين.

ويُتوقع أن تكثف قيادة الحزب خلال الأسابيع المقبلة لقاءاتها الميدانية والتواصلية، تمهيدًا لإطلاق حملتها الانتخابية، في سياق يتميز بتحديات كبيرة وتطلعات مجتمعية متزايدة نحو التغيير.