العسبي يكتب: ثلاث محطات إسبانية ثلاث ملاحظات
الجديد نيوز: بقلم لحسن العبسي
نعم لقد تغير التحليق السياسي الإسباني في كامل غرب المتوسط، منذ يوم الجمعة الماضية 18 مارس 2022. وليس اعتباطا أن صدرت كبريات الصحف بمدريد بعنوان يكاد يكون متشابها يقول ب “المنعطف”. وأن عنوان ذلك التغيير والمنعطف هو ملف العلاقات المغربية – الإسبانية، عبر بوابته المركزية المتعلقة بالوحدة الترابية للمغرب، التي في عصبها صحراؤنا الغربية.
إنها خطوة أخرى، من دولة غير عادية في علاقتها تاريخيا ومصالحيا وجيو ستراتيجيا مع ملف الصحراء الغربية للمغرب، تقدم الدليل على أن القوى المؤثرة في صناعة التحولات الكبرى بالعالم قد غيرت من رؤيتها لمنطقتنا غرب المتوسط وغرب إفريقيا (منذ القرار الأمريكي الإعتراف بمغربية الصحراء، ثم الموقف الألماني، وينتظر في الأفق موقف بريطانيا، بل ليس بعيدا جدا حتى موقف عملي للإتحاد الأروبي الذي سارع إلى تبني الموقف الإسباني والتنويه به والتذكير بمركزية العلاقة الإستراتيجية مع المغرب).
منذ يوم الجمعة 18 مارس توالت ثلاث محطات إسبانية دالة، في ما يشبه الإصرار على التأكيد على أن “المنعطف” ذاك مفكر فيه بحصافة رجال الدولة وبمنطق مصالح الدول (الفوق حزبية). أي أن قرار “المملكة الإسبانية”، هذا متوافق عليه داخليا هناك، لأن العادة قد جرت أنه لا يعلن قرار بذلك المستوى الرسمي سوى بعد أن ينضج داخليا بالتوافق والقبول بين مختلف صناع القرار الوطني بمدريد (مدنيين وعسكريين، سياسيين واقتصاديين).
كانت هناك محطة رسالة رئيس الحكومة السيد بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس (فهي رسالة دولة وليست رسالة من حكومة إلى حكومة)، بكل القاموس المتضمن فيها “الحكم الذاتي الأساس الأكثر جدية للحل” / “العلاقات الإستراتيجية” / “الشريك”/ “اسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف”. تلاها بلاغ رئاسة الحكومة الإسبانية الذي تحدث عن “احترام حدود البلدين وحماية مصالحمها الحيوية الكبرى”. ثم تصريح وزير الخارجية الإسباني الذي عدد ذات المواقف المتضمنة في رسالة رئيس حكومته. وفي تلك الخرجات الثلاث كلها لم ترد ولا كلمة واحدة عن “الصحراء الغربية” (اختفت تماما) ولا عن المخطط الأممي، بل إعلاء فقط بمقترح الحكم الذاتي المغربي المصنف بلغة السياسة على أنه “الأكثر جدية للحل”.
قوة الموقف وأنه “منعطف” يقرأ عند خصوم المغرب، بالجزائر. ذلك أن العنف اللفظي في الرد هناك، واستدعاء السفير الجزائري من مدريد للتشاور، ونحيب إبراهيم غالي وجماعته التي دارت بهما الأرض وتجاوزتهم عمليا الأحداث، كلها العناوين على أن المعطى الجيو ستراتيجي بغرب المتوسط وغرب إفريقيا قد تبدل عالميا بشكل لا رجعة فيه ما بعد جائحة كورونا وملامح النظام العالمي الجديد الذي من عناوين تدافعه الكبرى “حرب أوكرانيا”. وها هنا يكمن المعنى البليغ لعبارة “المنعطف” التي صدرت في كبريات الصحف الإسبانية.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…