د.عمر الشرقاوي يكتب: انتصار وكفى
الجديد نيوز: بقلم د. عمر الشرقاوي (*)
انتقلت الديبلوماسية المغربية في غضون السنوات القليلة الماضية من النكسات إلى الانتصارات، من مواقع الدفاع إلى الهجوم، ومن الديبلوماسية القريبة المدى إلى الديبلوماسية ذات الطابع الاستراتيجي، ومن برودة النتائج إلى الحصاد الديبلوماسي، من ديبلوماسية المساهم الى ديبلوماسية الشريك، لذلك فرسالة الود من الرئيس الألماني الى ملك المغرب بعد مراجعة سلطات برلمان لمواقفها من قضية وحدتنا الترابية ودورنا الاقليمي، ليست مجرد رسالة فرضتها الطقوس البروتوكولية، بل هي نتيجة طبيعية ومنتظرة في خضم هذا المسار الذي سطره رئيس الدولة ويشرف عليه شخصيا.
ويكفي أن نتدبر فحوى الرسائل التي وجهتها اعلى سلطة في المانيا الى ملك المغرب، ليشعر المرء أنه أمام انتصار ديبلوماسي للمنحى الذي نهجه المغرب خلال ازمته الاخيرة مع أقوى دولة أوربية، فمن قلب هاته الازمة خرجت رسائل تشيد بقيام المغرب باصلاحات واسعة، وتعلن دعم المانيا المستمر والقوي للتطور الديناميكي والرائع في المغرب، وتمدح الموقع المهم للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بافريقيا، وتعلن دعمها اللامشروط للمبادرة المغربية بالحكم الذاتي باعتباره اساس جيد التوصل إلى اتفاق سياسي، وتنوه بالمساهمة الكبيرة لبلدنا من اجل الاستقرار والتنمية في المنطقة والانخراط الفعال من اجل مسلسل السلام بليبيا، وتتغزل بالالتزام المتفرد للسلطات المغربية في مكافحة الارهاب والنموذج المغربي لتكوين الأئمة باعتباره عنصر واعد من شأنه القضاء على التطرف وهو ما عده الرئيس الألماني أمر ضروري لبلده ولأمنها.
في الحقيقة ليس هناك من مدح ديبلوماسي ومن اطراء دولة لدولة أكثر من هذا الذي حملته رسالة الرئيس الألماني، والمغرب استوعب جيدا الرسائل المتضمنة، وبدون شك سيرد على التحية بأحسن منها، لأن الدولة التي تؤمن بسياسة مد اليد مع الأعداء والخصوم لا يمكنها إلا ان تكون أكثر سخاء وسماحة من الأصدقاء والشركاء.
ومع ذلك فالرسالة التي وجهها الرئيس الألماني لجلالة الملك اليوم يدعوه فيها لزيارة ألمانيا ويشيد بالدولة المغربية ينبغي أن تكون درسا بليغا للقوم الذي يفرح لألم الوطن، ولأولئك الذين ينتشون بكبوة ديبلوماسية، ولأولئك اليوتوبرات البؤساء وراء هواتهم الذين يتمنون ان يدخل البلد نفقا مظلما لا يخرج منه حتى تعم الفوضى وحرب الكل ضد الكل، واللواتي تقودهن ساديتهن الى ان يحولن الانتصار إلى هزيمة، وأولئك الذين يشعرون بالحنق والغضب حينما تحقق دولتنا انجازا ديبلوماسيا او اقتصاديا او اجتماعيا مهما كان صغيرا.
باختصار هي رسالة ألمانية مفادها ان الدولة المغربية قوية بمؤسساتها وأن أولئك الذين يشيدون شرعية وجودهم على فشل الدولة في إحدى المنازلات سينتظرون طويلا دون أن تتحقق اوهامهم. طبعا الكثير من هذا القوم سيبتلعون ألسنتهم اليوم في انتظار تصيد كبوة قد تأتي وقد لا تأتي.
(*) أستاذ جامعي
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…