الفيروس المتحوّر.. هل هو زوبعة في فنجان؟
الجديد نيوز: متابعة
نجحت السلالة الجديدة لفيروس كورونا «الفيروس المتحوّر» في إعادة العالم إلى ما يشبه الأيام الأولى لتفشي الوباء أواخر العام المنقضي ومطلع العام الجاري. أكثر من أربعين دولة أوقفت التنقل مع بريطانيا ومنها، إذ إن الفيروس المتحور ظهر وانتشر فيها، بالتوازي مع اشتعال الجدل والبحث عن رأي العلماء في هذا «التحوّر»، وما إن كانت اللقاحات المنجزة فعالة أمامه أو ستقف عاجزة، والكثير من التساؤلات التي فرضها على العالم المرتبك أصلاً.
لكن، لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى بدأت التطمينات تطل برأسها، بدءاً من خبراء الأوبئة والأدوية مروراً بمسؤولين وانتهاء بمنظمة الصحة العالمية. فهل نكتشف سريعاً أن «الفيروس المتحوّر» مجرد زوبعة في فنجان؟
عالم الفيروسات الألماني الشهير كريستيان دروستن، يدعونا إلى عدم القلق من هذه السلالة الجديدة، وإلى انتظار التحليلات الأولية للبيانات لمعرفة طبيعة الفيروس، ومدى تأثّره باللقاحات الجديدة.
يقول دروستن في تصريح لموقع «DW» إن أهم ما يمكن دراسته حالياً هو إن كان الفيروس الجديد أسرع انتشاراً من نظيره الأول، مشيراً إلى أنه من المهم معرفة إن كان هذا الفيروس هو جزء من الموجة الثانية، أم أنه تسبب بالموجة الثانية ذاتها، مضيفاً إن الأمرين مختلفان بتأثيرهما، ويجب فهمهما جيداً.
لم يفت الأوان
المتخصصة في تتبع الطفرات الفيروسية، د. إيما هودكروفت، تقول إنه لم يفت الأوان بعد لمحاولة احتواء انتشار «الفيروس المتحوّر». وتدعو هودكروفت، وهي عالمة الأوبئة في جامعة برن في سويسرا، إلى العمل على سلسلة الاختلافات في جينوم سارس المسبب لـ«كورونا»، حتى يصبح ممكناً تحسين متابعة تغيرات الطفرات التي لا مفر منها.
وكانت العالمة شاركت في تطوير مشروع يهدف إلى الاستفادة من المعلومات التي يمكن أن توفرها البيانات الجينية عن مسببات الأمراض. وقالت، في لقاء مع «فرانس 24»، إن الأوان للتحكم في انتشار السلالة المتغيرة لم يفت بعد على الرغم من احتمال وجود حالات من هذه النسخة في جميع أنحاء أوروبا لم نكتشفها بعد.
وأضافت: لن نتمكن مطلقاً من منع فيروس من التحوّر، ولكن يمكننا تحسين فرصنا في الحد من عدد الحالات، وذلك بفضل احترام إجراءات الاحتواء مثل وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، وما إلى ذلك.
اللقاحات فعالة
حسب تصريحات وزراء الصحة في كثير من البلدان، وكذلك معظم خبراء الأوبئة والأدوية، فإن اللقاحات الموجودة حالياً للوقاية من «كورونا» تقي أيضاً من السلالة الجديدة.
وكشف د. ضياء كامل، أستاذ الباثولوجي في بريطانيا، في تصريحات لتلفزيون “صدى البلد” أنه لا يوجد فرق بين السلالة القديمة والسلالة الجديدة في الأعراض، ولا يوجد دليل علمي يؤكد أن السلالة الجديدة تؤدي إلى أعراض حادة. وتابع: «التغيرات التي طرأت على الفيروس لم تؤثر حتى الآن في فاعلية اللقاحات». وأكد أن اللقاح الصيني «سينوفارم» هو من أفضل اللقاحات حتى الآن في مواجهة «الفيروس المتحوّر»، حيث إن «سينوفارم» يستهدف الفيروس بأكمله وليس فقط البروتين الشوكي، ما يجعله أفضل وأكثر أماناً من اللقاحات الأخرى.
وسائل الإعلام البريطانية من جانبها نشرت «بشرى سارة» حول مدى فاعلية لقاح فايزر وموديرنا ضد «الفيروس المتحوّر». وتختبر شركتا الأدوية ما إذا كانت اللقاحات التي طورتاها ضد «كورونا» فعالة أيضاً في تطوير أجسام مضادة ضد الطفرة الجديدة.
وقالت «موديرنا»: «بناءً على البيانات المتوافرة لدينا، نتوقع أن يحمي اللقاح من الطفرة أيضاً، وسنجري مزيداً من الاختبارات في الأسابيع المقبلة لتأكيد هذا التوقع». وأشارت «فايزر» إلى أنها تدرس الآن عدد العينات المأخوذة من الأشخاص الذين تم تلقيحهم «التي قد تُبطل السلالة الجديدة». كما أعلن رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، كيريل دميتريف، الإثنين، أن لقاح «سبوتنيك – V» الروسي فاعل ضد «الفيروس المتحوّر».
فيما قال وزير الصحة الألماني ينس سبان إن «السلالة الجديدة ليس لها تأثير في اللقاحات»، مضيفاً إن خبراء الاتحاد الأوروبي هم من خلصوا إلى نتيجة أن اللقاحات فاعلة في مكافحة السلالة الجديدة التي تم رصدها في بريطانيا.
تحت السيطرة
وقالت ماريا فان كيرخوف رئيسة الفريق التقني المعني بـ«كورونا» في المنظمة، إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة تزيد من شدة المرض، وإنه «ليس هناك ما يشير إلى أن طريقة انتقال فيروس كورونا قد تغيرت». وأكدت أن الوضع لم يخرج عن نطاق السيطرة ولكن لا يمكن ترك الوضع على ما هو عليه.
وقال مايك رايان، رئيس قسم الطوارئ في منظمة الصحة، إن ظهور نسخ جديدة من فيروس كورونا يُعد جزءاً طبيعياً من تطور الوباء. وأكد أن النسخة المتحورة من فيروس كورونا «ليست خارج السيطرة»، وهو ما يتناقض مع تصريحات وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الذي أكد خلاف ذلك الأحد الماضي.
وتتضارب المعلومات حول صفات الفيروس المتحور الجديد، بين إشارات إلى أنه أكثر قدرة على إصابة الأطفال، ومن يقول إنه يملك صفات تجعله أكثر سرعة في التفشي، إلا أن منظمة الصحة العالمية ترى أنه لا يزال ضمن السيطرة، وهو ما يتوافق مع تصريحات المسؤولين الأمريكيين حيال الأمر.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…