مافيا المخدرات وراء حريق المضيق
الجديد نيوز: تطوان
تضاربت الروايات بخصوص الحريق الذي شب في غابة “العليين” بعمالة المضيق الفنيدق، نهاية الأسبوع الماضي.
ففي وقت أيدت فيه بعض المصادر الرواية المتداولة على لسان العديدين بمدن المضيق، الفنيدق وحتى تطوان، والتي تذهب إلى أن الحريق الذي اندلع خلال الأيام القليلة الماضية بالغابة الجبلية ضمن النفوذ الترابي لعمالة المضيق الفنيدق، لم يكن “حادثا عرضيا” مرتبطا بالحرائق التي تعرفها الغابات خلال هذه الفترة من السنة، ارتباطا بارتفاع درجات الحرارة. وإنما كان نتيجة صراعات وتطاحنات بين العصابات التي تحترف التهريب الدولي للمخدرات من السواحل الخاضعة لنفوذ المنطقة، سعيا لفرض هيمنتها على هذه الأنشطة غير المشروعة.
وأوردت المصادر ذاتها أن الأبحاث التي أجرتها الفرقة الولائية الجنائية بولاية أمن تطوان مكنت من وضع اليد على أحد المتورطين في هذه الأنشطة التي أدت صراعاتها إلى نشوب حريق بغابة “العيليين” على مقربة من منطقة بوزغلال.
ويتعلق الأمر بـ (ع.ف)، البالغ من العمر 36 سنة، المتحدر من دوار “ضهر الخروب” بمنطقة القصر الصغير، المعروف بـ “العايل د بوريحان”، الذي تم إيقافه بالقرب من محطة سيارات الأجرة المتوجهة إلى مدينة الفنيدق، الأحد الماضي.
فيما نفت مصادر أخرى أن تكون النيران التي اشتعلت في الغابة لها علاقة بصراع بين محترفي التهريب الدولي للمخدرات، رغم ثبوت تسبب العصابتين في إحداث خسائر في ممتلكات عامة، وتسببهم في فوضى عارمة، نتيجة الاصطدامات المتوالية بين السيارتين، اللتين أظهرت الأبحاث أنهما تحملان لوحات بترقيم مزور.
ورغم اختلاف الروايات سواء الرسمية المثبتة في محاضر التحقيقات بعد اعتقال أحد المشاركين في هذه العملية، أو الروايات الشعبية التي تلوكها الألسن بمدينتي المضيق والفنيدق، فإن الأمر كشف الفوضى ومنطق المافيا الذي تحاول بعض عصابات التهريب الدولي للمخدرات فرضه بالمجال الجبلي الخاضع لنفوذ عمالة المضيق الفنيدق، خاصة بمناطق “فرسيوة” و”الكوف” حيث يتحصن هؤلاء في مساكن فاخرة يشيدونها بهذه المناطق الوعرة.
وتزامنا مع ذلك، أظهر مقطع فيديو مصور تحت جنح الظلام بمنطقة جبلية، أشخاصا يتباهون بحيازتهم رزما من مخدر الشيرا يدعون من خلال التسجيل المرئي أنها تعود لشخصين معروفين في مجال التهريب الدولي للمخدرات، هما “ميسي” و”الطاحونة”.
ويظهر الفيديو، البالغ مدته دقيقة و5 ثوان، الذي تم تداوله عبر تطبيقات التراسل الفوري، وتتوفر الجريدة على نسخة منه، (يظهر) سيارة من نوع (سيات ليون)، تحمل لوائح معدنية إسبانية وبصندوقها الخلفي رزمتين من المخدرات، وبجانبها شاب تربطه علاقة قرابة ببارون المخدرات المشهور بلقب “الطاحونة”، يردد اعترافا رغما عنه، مفاده أن المخدرات الموجودة بالسيارة الإسبانية تعود لحساب البارونين “ميسي” و “الطاحونة”.
وحسب ما يظهر في الفيديو المتداول، وفق ما ذكرته ذات المصادر، فإن أفراد عصابة المخدرات التي يتزعمها الملقب “بوتشي” بمعية “أولاد الجرجوني” ، إضافة إلى الشخص المعروف بلقب “الفرافرة ” و”عبد السلام د عمي قدور”، وهم جميعا من المبحوث عنهم. يرغمون الشاب الذي يظهر في التسجيل بوجه مكشوف تحت وطأة التهديد على ذكر أسماء البارونين لتوثيق هذا الاعتراف بالصوت والصورة.
وفي تفاصيل هذه الواقعة، أوردت مصادر متطابقة من المضيق أنه فور تسريب الشريط وافتضاح المغزى منه، عمدت إحدى العصابات الشهيرة التي يقودها المدعو “بلال سربيسة” الموالي للمهرب المدعو “الطاحونة”، إلى إعداد العدة، بعد أن جمع بعض مساعديه، وهم كلهم من أصحاب السوابق المبحوث عنهم بمقتضى مذكرات بحث لتورطهم في ارتكاب جرائم خطيرة ضمنها الاختطاف والسرقة والتهريب الدولي للمخدرات، حيث امتطوا سيارة رباعية الدفع من نوع “طويوطا”، ساعين إلى لقاء المبتزين من أفراد العصابة الأخرى، التي يقودها الملقب “بوتشي”.
وفي منطقة تقع على مقربة من دواوير بوزغلال وبوجميل وقعت المطاردات واللقاء الذي تم خلاله تبادل الاصطدام بين السيارتين الرباعيتي الدفع، الأولى “ميتسوبيشي” والثانية من نوع “طويوطا” حيث استمرت الاصطدامات إلى غاية اشتغال النيران، بالغابة القريبة من “بوزغلال”، حسب ما ترويه الرواية المتداولة بين السكان.
واستغرب فاعلون جمعويون وحقوقيون تحرك عدد من المبحوث عنهم في جرائم خطيرة بكل حرية، بالمناطق الجبلية التابعة ترابيا لعمالة المضيق الفنيدق، حيث أدى هذا الحادث إلى كشف تمكنهم من الاستمرار طلقاء وأحرار رغم مذكرات البحث الصادرة في حقهم، حيث تشير أصابع الاتهام إلى استفادة هذه العينة من المطلوبين للعدالة من تواطؤ بعض مسؤولي الدرك بمركز الفنيدق.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…