صلاح الوديع يكتب: رقبة جورج فلويد تزلزل أمريكا…
الجديد نيوز: بقلم صلاح الوديع
الأنينُ تحتَ ركبة المجرم القاتل الجبان،
الروح التي تودع جسدها بلا ميعاد،
الموت الذي يزحف كثعبان،
النَفَسُ المتقطعُ المتحشرجُ والشهقة المخنوقة الأخيرة: “أريد نسمة هواء لا غير، إنني أموت…”
والعينان الجاحظتان اللتان تضمران نوايا الشياطين: عينا الشرطي الأبيض الجاثم على أنفاس فلويد المجرد من كل سلاح عدا نفسٍ يصعد ولا يجد للنزول سبيلا
والشرطيان الشريكان المتفرجان على جريمة قتل دون أن يرف لهما جفن ولا ترتعد فريصة،
والزنجي ابن الزنجي المقتلع من إفريقيا ذاتَ قرنٍ من قرون الزمان سحيقْ
الزنجي ابن الزنجي المرسل ضمن قطيع أمثاله حيوانا مصفدا بعد مغادرة إفريقيا من باب “الرحيل الأبدي” في جزيرة “كوري” على سواحل الأطلسي،
السفر بلا عودة، الرحيل بلا رجوع، الاقتلاع من الجذور، السحل والجرح والسلخ والإدماء وجز الأظافر من جذورها والحرق بكل أدوات الكي كي تُقتلعَ الذاكرة الحرة، والتطويع كي يعمل الأسير في حقول القطن وقصب السكر نظير بقائه على قيد الحياة…
أمريكا المدانةُ بالفعل الجرمي المشهود على رؤوس الناس في كل بقاع الأرض،
أمريكا المؤسسة على السلب والنهب والإبادة،
هي ذي تعود بوجهها المقزز،
لم أستطع أن أكمل فيديو القتل المبرمج على صدر فلويد، ويا ما أكثر فلويد بين شباب أمريكا،
وأنا أذكر كما البارحة، كفاح زنوج الستينات من أجل الحقوق المدنية ولحظة اغتيال مارتان لوثر كينغ
حسبتُ الأمر متجاوزا والمساواة ظننتها أقرب مما أعتقد،
لكن صورة ركبة القاتل على رقبة المقتول كذَّبت كل شيء،
وأرجعتْ عقاربَ ساعاتِ العالم إلى زمن “كونتا كينتي” في رواية “الجذور” لأليكس هالي، الرواية التي أصبحت فيما بعد من أروع مسلسلات كشف الحقيقة عن تاريخ العبودية في أمريكا…
وباء كورونا كاد ينسِي وباء الكراهية العنصرية،
لكن البشرية تختزن من قدراتها على مواجهة كل الكراهيات الشيء الكثير،
انظروا إلى شوارع كل أمريكا اليوم الملخصة في صرخة واحدة.
إنها أبلغ رسالة إلى ضمير العالم.
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…