في الذاكرة.. عمر شنبوط رفيق “عبد الرؤوف” الذي رحل والحسرة تعتصر قلبه
الجديد نيوز: إعداد أسامة بيطار
ظل “با عمر”، كما كان الكثيرون ينادونه، بالصبر والأمل، وهو يكابد مصاريف العلاج الباهظة، التي لم تشفع “التغطية الصحية” في التخفيف من حدتها، إذ طاما أكد أن معاناته مزدوجة، مع المرض ومع متطلبات التطبيب المرتفعة.
إنه الفنان الراحل “عمر شنبوط”، الذي طبع بحضوره المتميز عددا من الأعمال التي شارك فيها، خاصة أن عديدا من المشاهدين المغاربة عرفوه بدور “أب عبد الرؤوف” في السكيتشات التي كان بطلها الفنان الكوميدي عبد الرحيم التونسي، الشهير بعبد الرؤوف”.
بدأ اهتمام “با عمر” بالتمثيل منذ مرحلة الدراسة، في سنة 1948، إذ كان يشارك في حفلات نهاية السنة، ليكبر ولعه بهذا المجال، رغم انقطاعه عنه من حين لآخر.
يعتبر الفنان الراحل “عمر شنبوط”، من بين الفنانين الرواد، الذين دشنوا مسيرتهم الفنية مع المسرح، وارتبط اسمه في مرحلة معينة بتجربة عبد الرؤوف، قبل أن يتحول إلى التلفزيون ثم السينما، التي قدم فيها الكثير من الأعمال الوطنية والعالمية.
درس شنبوط الموسيقى، لكن حب التمثيل ظل بداخله، ليقرر سنة 1953، دخول الميدان من بابه الواسع والاستمرار فيه إلى أن غادره إلى دار البقاء.
سنة 1965، التقى “با عمر” بالفنان عبد الرحيم التونسي (عبد الرؤوف)، وهي المحطة الفنية من حياته التي تميزت بالعطاء والتواصل المستمر مع الجمهور، الذي كان وفيا لمقالب عبد الرؤوف، الذي كان يؤدي دور الفتى البليد.
وعن هذه المرحلة سبق للراحل عمر شنبوط أن: “استمر تعاوني مع عبد الرؤوف، وعنه أخذت دور شخصية الشيخ بكل مواصفاته ومواقفه، حتى كيفية تعاملي مع “العكاز”، الذي كان جزءا من هذه الشخصية”، وأضاف أن “أشياء أعطتنا في تلك الفترة تميزا، على مستوى الشكل والمضمون، وكانت فعلا مرحلة مليئة بالعطاء والجولات الفنية”، موضحا أن “ثلاثة أفراد (عبد الرؤوف، الأب، المدرس)… شكلوا ساعتها محور عمل فكاهي، فضاؤه مكان صغير، وطاولة وكرسيان.. ورغم ذلك كنا نمتلك جمهورا يعيش معنا لحظات العرض ويتخيل مستويات الحياة، التي كنا نحاول إشراكه فيها”.
السينما، أيضا، كان لها سحرها وحضورها اللافت في حياة الراحل عمر شنبوط، الذي شارك في أفلام عدة، مغربية وأجنبية، وأصبح وجها في بعض أعمال السينما العالمية، حيث شارك في فيلم “سماء سماء” و”داوود” و”حدائق الجنة” و”مريم الناصرية”… وغيرها كثير.
وكان “با عمر”، يسجل، غير ما مرة، ارتياحه للمشاركة في هذه الإنتاجات، التي يرى أن “وجود الفنان المغربي فيها له أكثر من دلالة خصوصا بالنسبة لنفسيته، إذ كان يجد كل الشروط متوفرة. كما شكلت بوابة مفتوحة للعطاء الجيد ما دام الممثل مرتاحا ويشتغل في ظروف جد حسنة، إلى جانب أناس لهم صيتهم الكبير في الميدان”.
عايش الفنان الراحل “عمر شنبوط” تجارب جيلين، وهو في ذلك – كما يؤكد – كان يؤمن بأن لكل مرحلة أناسها وتصورها للأشياء، خصوصا في مجال الإبداع، معتبرا أن “عطاء جيله كان يعبر عن مرحلة تاريخية معينة بأحاسيس وأفكار معينة، أما الإنتاجات التس لحقتها، فإنه كان يعتبرها شاهدة على أبناء هذا العصر وأفكارهم”، موضحا أن “عطاءات جيل اليوم تسير نحو فتح آفاق أوسع”.
وكان عمر شنبوط يردد: “جمعتني فرص عمل مع فنانين شباب، سواء في السينما المغربية أو الأجنبية، وكانت مناسبة إيجابية للتقارب بيننا والوقوف على حقيقة أن هناك احتراما متبادلا بين الجيلين، وتقديرا واضحا لأسماء أعطت من دمها لهذا الميدان الشيء الكثير”.
وبعد مسار حافل غيب الموت الفنان شنبوط، الذي كان يعد واحدا من وجوه السينما والمسرح. وفي جنازته كان الأسف الذي انطبع على الوجوه بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، بعد أن غاب عن توديع “باعمر” إلى مثواه الأخير ذات اثنين من شهر دجنبر عام 2008، ولم يشيع جثمان الراحل إلى دار البقاء عدا القليل من أفراد عائلته ومحبيه..
لم يحضر الدفن إلا القليل من الفنانين، حيث غابت كاميرات المصورين، حيث علق أحد الفنانين ممن حضروا الدفن، عن قلة المشيعين، على اشتراط بعض الفنانين مشاركة وزير أو والي الدار البيضاء أو أي مسؤول كبير في الجنازة.. ليحضروها بدورهم..
إيقاف شخص بأكادير لتورطه في الاتجار في الحشيش وترويج الكحول
تمكنت عناصر فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، أ…